نهار بلا حياة

0

 



✍️ أقصوصة درامية — تأليف: فاروق الغمراوي

(من قسم "مسرح الوجع")


صحيت بدري النهارده…

النور داخل من الشباك بس غريب،

مافيهوش دفء، كأنه ضيّ من عالم تاني.

قمت، غسلت وشي، لبست،

وقلت لنفسي: “يلا نبدأ يوم جديد.”


نزلت الشارع،

الناس ماشية، العربيات بتجري،

كل حاجة شكلها عادي…

بس الجو في ريحة وحدة.

مديت إيدي أوقف تاكسي… عدى من قدامي كأني مش واقف.


ضحكت، قولت يمكن ما شافنيش.

عدّيت على قهوة كنت بقعد فيها دايمًا،

لقيت نفس الناس، نفس الكراسي، نفس الدخان…

قعدت، واستنيت الجرسون.

ناديت عليه، ما ردش.

كررت النداء،

ولما ما لفّش وشه، اتسحب صوتي جوايا زي ما يكون اختفى.


بصيت في المراية اللي ورا البار،

دورت على صورتي…

ما لقيتش حد.

كرسي فاضي، وورايا الهوا.


قلبي وقع، بس رجلي مشت لوحدها.

قلت أروح البيت.

وأنا داخل الشارع بتاعي،

سمعت صوت قرآن، والناس ملمومة.

قلبي اتقبض أكتر.


قربت، لقيت الباب مفتوح،

وجوه، أمي بتعيط،

وصاحبي ماسكها وبيقولها:


> "البقاء لله."




دخلت بخطواتي المترددة…

ولما بصّيت على اللي جوه الكفن،

عرفت ليه محدش كان شايفني.

عرفت إن النهار ده مش نهار حياة،

ده آخر نهار كنت فاكر نفسي عايشه.



---


(حقوق النشر محفوظة للشاعر والكاتب فاروق الغمراوي — من ديوان "خواطر المسكين"، قسم "مسرح الوجع")


إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !