 |
| اليوم 1 – لما كنت فاكر إنّي وصلت |
بقلم: فاروق الغمراوي
كان في وقت كده، زمان، كنت حاسس إنّي خلاص… قربت.
قربت أوصل، قربت أتنفس، قربت أشوف اليوم اللي هقول فيه: "أهو دا يومي."
كنت حاسس إن الدنيا بدأت تلين بعد ما كانت عاملة زي الحديد،
وبقيت شايف الحلم واضح قدامي كأنه واقف بيشاورلي.
خطوة واحدة بس،
خطوة كنت حاسس إنها هي اللي ناقصاني.
كنت بصحى بدري، مش عشان عندي طاقة،
لكن عشان عندي إحساس إن كل دقيقة بتقربني من حاجة كنت مستنيها من زمان.
كنت بتعامل مع كل لحظة كأنها فرصة،
وبتغافل نفسي عن التعب والخذلان،
وبقول: "المرة دي غير، المرة دي هتكمل."
بس الحياة، كالعادة، كان ليها رأي تاني.
الضربة ما كانتش مفاجأة قوي،
يمكن كنت حاسس بيها جايّة،
بس كنت بحاول أتجاهلها،
زي واحد عارف إن الكارثة جاية،
بس بيضحك لنفسه عشان ما ينهارش قبلها.
وفجأة كل حاجة وقفت.
كل اللي بنيته على مهلك،
كل الحلم اللي كنت مرسّمه في خيالك،
انهار في لحظة،
زي بيت معموله من ورق، وجاله نفس بسيط من الهوا.
قعدت قدام نفسي كتير بعد كده.
مش بلومها،
بس بحاول أفهم.
هو أنا عملت إيه غلط؟
ليه كل مرة أقرب، الباب يتقفل في وشي؟
ليه كل مرة أقول "خلاص"، الدنيا تضحك وتقوللي "لسه بدري يا عم الحالم"؟
أنا كنت مصدّق إن التعب بيكسب،
إن اللي بيجتهد لازم يشوف نتيجة.
بس الحقيقة كانت عكس كده تمامًا.
اللي بيكسب هو اللي عارف منين يدخل اللعبة.
وأنا كنت دايمًا داخل متأخر،
مصدّق إن النوايا تكفي.
من بره كنت باين عادي.
بضحك، بتكلم، بقول نكت،
لكن جوايا كان في حفرة.
حفرة سودة بتسحبني كل ما أحاول أتنفس.
الناس تشوف وشّي مبتسم،
بس محدش شايف العينين اللي مطفية.
محدش شايف التعب اللي جوّا الضحك.
والأصعب من الفشل، إنك تفشل قدام نفسك.
تحس إنك خيّبت ظنك،
مش ظن الناس.
إنك كنت مستني اللحظة دي عشان تثبت لنفسك إنك كنت على حق،
لكن اللي حصل أثبت العكس.
الليل في الأيام دي كان أطول من الطبيعي.
كنت بقعد لوحدي بالساعات،
مش بفكر في اللي ضاع،
لكن في نفسي اللي كانت مصدّقة إن بكرة أحسن.
كنت ببص للسقف وأقول:
"هو ليه كل حاجة بتبدأ كويس وتنتهي بنفس الطريقة؟"
وبعد تفكير طويل، بعد محاولات تحليل وعتاب ومراجعة،
كنت بوصل لنفس الكلمة،
نفس الخلاصة اللي بقت تطلع تلقائي من لساني،
كأنها خلاصة كل اللي عدّى:
مافيش فايدة.
يتبع»»»»»
فعلا روعه مفيش فايده
ردحذف