مافيش فايده اليوم الثاني

0

 

اليوم 2 – لما الصمت يبقى أشد من الكلام

بقلم: فاروق الغمراوي 

بعد السقطة، بييجي الصمت.
صمت مش عادي،
صمت تقيل، كأنه بطانية برد بتحبس النفس.
تفتكر إنك خلاص عدّيت،
بس الحقيقة إنك مجرد دخلت مرحلة جديدة من الوجع.
مرحلة اسمها "الهدوء اللي بعد العاصفة".

تبدأ تمشي في الشارع ووشك عادي،
بس جواك بتسمع كل حاجة بتدوّي.
الخذلان ليه صوت،
صوت ناعم، بس بيخرّش من جوّا.
بيفكرك بكل مرة صدّقت فيها إنك تستحق،
وكل مرة اكتشفت إنك غلط.

فيه نوع من الهدوء مؤذي.
النوع اللي يخليك تبص لنفسك كأنك بتتفرج على غريب.
تشوف وشّك في المراية وتقول:
"هو دا أنا؟ أنا اللي كنت بضحك من شوية؟ أنا اللي كنت بحلم كده بجد؟"

الصمت بعد الفشل بيعلّمك إنك تبطل تشرح.
تبطل تبرر، تبطل تحاول تفسر اللي حصل.
لأنك ببساطة مش عارف تفسّره حتى لنفسك.
هو حصل… وخلاص.
من غير مقدمات، ومن غير منطق.
زي حاجات كتير في الحياة، بتحصل وبتسيبك تواجه بعدها خيال نفسك.

كنت بحاول أتكلم، بس مفيش صوت طالع.
كنت بحاول أعيط، بس الدموع رفضت تنزل.
الوجع كان جوايا، تقيل، متكوم،
كأنه حجر في نص صدري،
ومهما تنفست، مش عايز يتحرك.

ولما الناس تسأل:
"مالك؟"
كنت أضحك وأقول:
"مفيش حاجة."
وأنا عارف إن "مفيش حاجة" دي،
هي أكتر جملة فيها وجع في الدنيا.
يتبع»»»»»»» 

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !