![]() |
ظل العمر _قصه وسيناريو وحوار_فاروق الغمراوي |
المشهد الأول – (شقة واسعة – ليل)
شقة مرتبة، أثاث شيك، نجف مضوي، ستاير غامقة. الجو هادي لكنه تقيل.
الأم (83 سنة) نايمة على سرير نظيف في غرفة مرتبة. جنبها لمبة صغيرة منورة.
البطل (45 سنة تقريبًا، هدومه بسيطة ووشه شاحب من التعب) داخل من باب الشقة. يرمي شنطته على الكنبة في الصالة، ياخد نفسه بصعوبة.
يدخل على أمه.
الأم (بصوت مكسور):
وَدّيني الحمّام يا ابني...
البطل (يحاول يبتسم):
عنيا يا أمي... عنيا.
يشيلها بصعوبة، واضح عليه الإرهاق، ويمشي بيها.
---
المشهد الثاني – (الصالة – دقائق بعد كده)
الصالة واسعة فيها ترابيزة سفرة خشب تقيلة، شاشة تليفزيون شغالة.
البطل راجع من أوضة أمه، تعبان، قاعد على الكرسي.
البطل (منهك):
أنا قررت… لو اشتغلت الشغل الجديد، هبات في سكن الشركة. المواصلات غالية ومش هقدر أرجع كل يوم.
الأخ الكبير (واقف، ببرود):
آه كده؟… طب من النهارده أنا ماليش دعوة بأمك. سواء اشتغلت أو ما اشتغلتش… خلّص نفسك.
البطل (مصدوم، صوته بيتهز):
إزاي يعني؟! أنا بقالي 35 سنة شايلها لوحدي… عمري ما كلت بيها ولا أخدت منها حاجة.
الأخ الكبير (ساخر):
دي مشكلتك إنت… مش مشكلتي.
يرمي كارت الفيزا على ترابيزة السفرة، يطلع باقي الفلوس ويرميها جنب الكارت.
الأخ الكبير (باحتقار):
خُد… مش عايز أشوف حد من العيلة الوسخة دي.
يخرج من بابه الجانبي ويقفله وراه.
البطل واقف لوحده، ماسك الكارت، عينه تايهة بين الكارت وبين أوضة أمه.
---
المشهد الثالث – (مونتاج سريع)
البطل في شغله، لابس أوفرول، شغال 12 ساعة متواصلة، عرقان.
إخواته البنات قاعدين مع أولادهم المتجوزين في بيوت شيك، ضحك وأكل ولمة.
الأخ الكبير في كافيه راقي، بيشرب قهوة ويضحك.
الأم لوحدها في الأوضة، تبص ناحية الباب بحزن.
---
المشهد الرابع – (غرفة البطل – ليل)
أوضة بسيطة، سرير مرتب، مكتب صغير عليه ورق.
البطل قاعد على السرير، ماسك موبايله وبيكتب رسالة.
الكاميرا تقرّب على الشاشة، نص الرسالة يبان.
صوت البطل (مونولوج داخلي وهو بيكتب):
"مرسلة بتاريخ الخميس 18/9/2025…
أنا من يوم الأحد الجاي مش هبقى موجود في البيت. هأسافر الشغل ومش هاجي غير بعد 26 يوم (4 أيام إجازة بس).
أخوكم الكبير قال: ماليش دعوة بأمك، ورمى الكارت والفلوس اللي فاضلة.
كلكم عشتوا حياتكم… وأنا الغلبان اللي عمره جري من غير ما حد جنبه.
أنا نازل الشغل… هبيع تليفوني عشان أعيش. مش هاخد منكم ولا منها قرش واحد.
من يوم الأحد اللي جاي اللي يحصل بعد كده مسئوليتكم كلكم قدام ربنا والناس.
دي مش تخلي… ولو إني عارف إنكم هتطلعوا فيا القطط الفاطسة."
يضغط زر الإرسال.
يقفل الموبايل ويحطه جنبه.
---
المشهد الخامس – (الصالة – اليوم التالي)
إخواته البنات مجتمعين في الصالة. قعدة عائلية متوترة. أصوات عالية.
الأم في أوضتها، نايمة.
إحدى الأخوات (بغضب):
إنت عايز ترمي أمك وتمشي؟!
البطل (منفجر):
أنا؟! أنا اللي راميها؟!
أنا اللي شايلها لوحدي 35 سنة! إنتي فين؟! إنتي وعيالك الكبار اللي متجوزين؟
أنا اللي ضيعت عمري كله، ولما جالي شغل أعيش منه… بقيت أنا الخاين؟!
أخت تانية (ساخرة):
إنت بتفكر في نفسك وبس…
البطل (بيصرخ):
نفسي؟!
ده أنا عمري كله راح… ولا عملت حاجة لنفسي!
أنا غرقان في ديون… حد فيكم وقف جنبي بجنيه؟!
حد فيكم هيقف جنبي لو أمي جرالها حاجة وأنا من غير شغل؟!
صمت ثقيل.
إخواته يبصوا لبعض، لكن محدش بيرد. عيونهم كلها لوم ليه كأنه الغلطان.
---
المشهد السادس – (أوضة البطل – ليل)
شنطة سفر على السرير. البطل بيلم هدومه ويحطها.
يقف ويبص حوالين الأوضة، بعدين للصالة الفاضية.
يقرب للباب الكبير، يقف لحظة قبل ما يفتحه.
البطل (بصوت داخلي – بعين مليانة دموع):
أنا اللي اتخدعت في كل اللي حواليّ…
يفتح الباب. يخرج.
---
المشهد السابع – (المشهد الأخير – مونتاج + فلاش باك)
البطل في أتوبيس سفر مكيّف، قاعد على الكرسي، تعبان، ملامحه محطمة.
الأم نايمة في سريرها، الأوضة مضلمة إلا من لمبة صغيرة.
إخواته البنات قاعدين في بيوتهم الواسعة مع عيالهم.
الأخ الكبير في كافيه، بيضحك مع صحابه.
(انتقال إلى فلاش باك – صورة باهتة/إضاءة صفراء دافئة):
طفل صغير (البطل وهو عنده 10 سنين تقريبًا) بيشيل شنطة خضار تقيلة بإيده، وأمه ماشية جنبه تعبانة.
لقطة تانية: نفس الطفل بيقف في مطبخ قديم، بيحاول يجهز أكل بسيط لأمه.
لقطة ثالثة: البطل الصغير قاعد يذاكر وهو ماسك إيد أمه المريضة، عينه مليانة خوف وقلق.
(العودة للحاضر):
الكاميرا تقرّب على وش البطل في الأتوبيس، دمعة بتنزل على خده.
صوت داخلي للبطل:
البطل (بصوت داخلي مكسور):
من وأنا عيل صغير… وأنا شايل الحمل. والنهاردة… لسه لوحدي.
الكاميرا تثبت على وشه.
موسيقى حزينة جدًا تعلى.
شاشة سوداء مكتوب عليها:
"ظل العمر… وفي الآخر، مفيش حد جنبه."
قطع.
قصه تمس القلب حقيقه
ردحذفلكن اظن ان البطل هيرجع لامه
شكرا 🌹لمرورك. عشان كده انا سبت النهايه مفتوحه. عشان اجمع اكبر قدر من اراء القراء
حذف