في زمن الأبيض والأسود، وسط ملامح الوجوه اللي اتحفرت في ذاكرة السينما المصرية، كان في وش مميز جدًا.. وش قاسي الملامح، منحوت كإنه طالع من الصخر، لكن جواه قلب أبيض وطيب.. دا كان "شلاضيمو"، الممثل اللي جاي من بني سويف، واللي فضلت حكايته تتروى لحد النهاردة.
شلاضيمو عاش زي ناس كتير من الوسط الفني، بيدور على الحب والشهرة. وقع في غرام الرقاصة الشهيرة "زينات علوي"، وقرر يتقدملها. استقبلته بابتسامة فيها سخرية وقالت له:
"إزاي تتجوزني؟ أنا مسلمة وإنت مسيحي!"
الكلمتين كانوا كفاية يهزوا حياته من أساسها. من غير ما يفكر كتير، جري على الأزهر وأعلن إسلامه، ورجع لها متحمس يقول: "أنا أسلمت خلاص."
لكن الرد كان أقسى من المرة الأولى.. ضحكت وقالت:
"انت نسيت نفسك؟! أنا زينات علوي.. اللي بيجري ورايا رشدي أباظة.. هتجوزك انت؟"
الكلام وقع زي الصاعقة. اتكسر جواه حلم، ودخل في عزلة طويلة. لكن العزلة كانت باب لطريق تاني.. طريق ما كانش متخيله. بدأ يقرا عن الإسلام بصدق، يسأل ويستفسر، يقعد في المساجد ويسمع القرآن. ومع الوقت، الدين الجديد دخل قلبه بجد.
القصة دي انتشرت بسرعة في الوسط الفني. ولما الفنان الكبير عماد حمدي عرف، قرر يحقق له أمنيته في الحج. وبالفعل تكفّل برحلته.
وهناك، وسط جموع الحجاج، على جبل عرفات نفسه، ربنا اختاره.. وتوفى شلاضيمو واتدفن في أطهر بقاع الأرض.
قصة شلاضيمو لحد النهاردة بتتروى، مش كحكاية ممثل بسيط حب رقاصة، لكن كحكاية إنسان كان بيدور على الدنيا، وربنا ساقه للآخرة.. وساقه للنور.