![]() |
| الانتظار — مونولوج درامي بقلم فاروق الغمراوي |
(صوت داخلي هادي في البداية، بيحكي كأنه بيحفر في نفسه كلمة بكلمة)
كنت فاكر إن لما أخلّص الورق، الدنيا هتتحرك لوحدها...
كنت شايف المشهد بعيني — الناس بتقراه، يعجبوا، يكلموني، واللي حلمت بيه يبقى حقيقي.
بس الحلم فضل واقف... على بابي أنا.
كتبت من قلبي، من وجعي، من كل لحظة قلت فيها "يمكن المرة دي تتغير".
كتبت كأني بصرّخ بصمت.
وكنت مؤمن إن اللي بيخرج من الصدق... لازم يوصل.
بعت الشغل لكل اللي ليهم صوت...
مخرجين كبار، وممثلين معروفين، ومنصّات كنت شايفها حلم بعيد.
الكل انبهر، قالوا كلام حلو، وعدوني إنهم "هيرجعوا لي".
بس محدش رجع. ولا حتى كلمة.
يوم... اتنين... أسبوع...
الوقت بقى يتمطّ كأنه بيتعمد يوجعني.
كل إشعار على الموبايل كنت بحس إن ده هو — الرد، البداية، اللحظة اللي هستناها.
بس لأ... مفيش.
بعِت تاني، بلُطف، بخوف كده...
وكل مرة أستنى... ومافيش رد.
الصوت الوحيد اللي بيسمعني هو نفسي وأنا بقول "يمكن مش وقتها".
بس الحقيقة؟ أنا كنت خلاص بتهيأ للنهاية.
وفي يوم... قعدت قدام الورق. نظرت له كأنّي بنودّع بعض.
فيه تعب كتير، وصدق، وخيبة. وحسّيت إن يمكن خلاص...
الورق قال اللي عنده. وأنا كمان.
قمت، قفلت الملف، والسكوت نزل عليّ زي بطانية تقيلة في شتا طويل.
بس الغريب... إن الهدوء اللي جالي ماكانش وجع.
كان راحة. كأني أخيرًا فهمت...
إن في أحلام، ربنا بيخليها تكمل جواك،
مش عشان تشوفها... عشان تفضل حاسس بيها.
(صمت طويل... ثم تنهيدة باردة)
ويمكن... يمكن ده كان كفاية.
#الانتظار #الورق_سكت#كاتب_وحلم#وجع_الكتابة
#حلم_واقف#سكوت_الكلمات#دراما_من_جوا
#حكاية_ما_اتقالتش#من_قلب_الكاتب#ماحدش_رد

