فجأة حسّيت إني كبرت... كأني عشت عشرة آلاف سنة،
رغم إن سني الحقيقي مش أكتر من تمانية وأربعين.
بس الإحساس؟ كأني في كوكب تاني...
كوكب الناس فيه اتغيرت، رغم إن الوشوش هي هي.
فجأة، الوحدة والهم بقوا أهلي وناسي.
بقيت بخاف اسمي يتقال في جملة مفيدة مع حد،
وبقيت بتمنى يومي يخلص بسرعة...
من غير وجع، من غير مفاجآت، من غير أي حاجة تعكره.
ساعات بتمنى عمري يخلص،
بتمنى أرميش ألاقي نفسي مش على وش الدنيا.
لكن تصدق؟ حتى الأمنية دي مش عايزة تتحقق.
حسّيت إني بقيت زي شخصية كارتونية...
أو عروسة خشب مربوطة بخيوط،
بتتحرك زي ما صاحبها عايز،
ولما الخيوط تتفلت من إيده... ترجع تسكن،
بس سكونها كله وجع.
ماحدش حاسس بيها،
ولا سامع أنينها — حتى صاحبها اللي المفروض أقرب ليها.
عروسة خشب... جواها حياة دايرة في عالم غريب،
نفسها في لحظة حرية،
بس للأسف... الحلم والحياة مش للخشب اللي بتحركه الخيوط.
عنيا فيها لمعة حياة،
لكن قلبي... غرقان في الحزن لآخره.
عايشة في سجن اسمه الحياة.

