إلى من قد يقرأ هذه الكلمات،
لقد حاولت، والله يعلم أنني حاولت بكل ما أملك من قوة وصبر. حاولت أن أجد معنى لهذه الحياة التي تزداد قسوة يومًا بعد يوم. حاولت أن أكون شخصًا يُعتمد عليه، شخصًا يُحترم ويُحب. لكنني في كل مرة كنت أعود لنقطة الصفر، محاصرًا بخيبات الأمل التي لا تنتهي.
عائلتي، التي يفترض أن تكون السند، لم تكن يومًا كذلك. كانوا يرونني من خلال عيوب لا حصر لها، ويتجاهلون كل محاولة مني لأن أكون أفضل. كنت أبحث عن كلمة طيبة، عن دعم بسيط، لكنني وجدت نفسي وحيدًا، بلا يد تمتد لتساندني.
أصدقائي، أو من ظننتهم كذلك، كانوا حاضرِين فقط عندما كنت قويًا ومبتهجًا. لكن عندما احتجتهم، عندما كنت على وشك الانهيار، لم أجد سوى الصمت والخذلان. شعرت وكأنني شبح، شخص غير مرئي في عالم يزداد ظلامًا.
أما الأيام، فكانت كأنها عدو عنيد. كل يوم جديد كان يحمل معه صراعًا جديدًا، وجعًا أعمق، وخيبة أخرى تضيف إلى الجروح التي تراكمت داخلي. كنت أبحث عن لحظة هدوء، عن بارقة أمل، لكن يبدو أنني كنت أطلب المستحيل.
لست أكتب هذه الكلمات لألقي اللوم على أحد. أعرف أن العالم لا يدور حولي، وأن الجميع مشغول بمعاركه الخاصة. لكنني أكتبها لأقول شيئًا واحدًا: أنا أعرف أن لا أحد يهتم لأمري، وأنني مجرد ذكرى عابرة قد تُنسى سريعًا. كتبت هذه الرسالة فقط لأبرئ أي أحد من دمي، فلا تلوموا أحدًا، ولا توجهوا أصابع الاتهام لأي إنسان. أنا وحدي المسؤول، ولا أحد غيري يتحمل هذا العبء.
سامحوني إن استطعتُم، واذكروني بخير، إن كان هناك ما يستحق الذكر.
كانت هذه اخر رسائل وسيم اعز الاصدقاء