علي كان شاب عادي، زي أي شاب بيحلم بحياة بسيطة ومستقبل هادي. لكن كان عنده مشكلة كبيرة، مشكلته كانت في أهله. الأب كان قاسي، والأم ما كانتش أحنّ عليه، وأخواته البنات كانوا بيتعاملوا معاه كأنه عدو مش أخوهم. كانوا دايمًا شايفينه الغلط في كل حاجة، ومع أول مشكلة كبيرة، اتفقوا كلهم وطردوه من البيت.
علي لقى نفسه في الشارع، بين البرد والقساوة، ومافيش حد يسأل عليه. بدأ يواجه ناس من كل نوع: مشبوهين، تجار مخدرات، وحتى مجرمين. وفي عز وحدته وضعفه، وقع فريسة ليهم. الأيام خدت علي لحتة ما كانش يتخيل إنه يوصلها. بقى منهم، وصار واحد من اللي كان بيخاف يقابلهم يوم.
الجيران كانوا شايفين اللي بيحصل، وقلوبهم ما رضيتش عليه. حاولوا يتدخلوا، كلموا أهله واقنعوهم يرجّعوه البيت. وفعلاً، بعد مفاوضات كتيرة، رجع علي. لكن رجع على إيه؟ على جحيم أسوأ من الشارع نفسه.
الأب قرر "يأدبه" بطريقته. حرمه من الأكل، وربطه في سريره كأنه مجرم. الأم وأخواته ما رحمهوش، كانوا بيعذبوه سواء بالكلام أو الضرب. بقى يعيش في عذاب يومي، ومفيش مخرج قدامه.
في يوم، علي ما قدرش يتحمل أكتر. لما سابوه يدخل الحمام، استغل اللحظة وأخد الحبل اللي كان مربوط به. تسلل للسطح، وربط الحبل في السور. وقف لحظة يمكن يتراجع، لكن الألم اللي جوه كان أقوى من أي حاجة. وشنق نفسه.
انتهت حياة علي، لكن معاناته ما انتهتش. أهله بدل ما يحسوا بالذنب، استمروا في إيذاءه حتى بعد موته. بدأوا يشوهوا سمعته بين الناس، يقولوا إنه كان فاشل، وإنهم ما كانواش غلطانين.
علي كان ضحية قسوة أهله، وضحية مجتمع ما فهمش صرخاته. قصته بتعلمنا إن الحنية والكلمة الطيبة أوقات بتكون أكتر أهمية من أي حاجة تانية.