حكايتي معه

 

حكايتي معه. بقلم فاروق الغمراوي 

قالي لي صاحبي وهو يحاورني «انا اكثر واحد في الدنيا دي عاش في خدعة كبيرة. اسمها الاهل والاصحاب والاحباب.... حافظت علي مشاعر الناس كثير رغم انهم دمروني نفسيا وعاطفيا وجسديا.. من الآخر جردوني من احساس اني عايش.... وفي الآخر تصدق انهم بقوا يهتموني مره بالفشل... ومره بالجنون. ومره اني حمار معرفتش استغل اللي حواليا عشان اوصل... رغم انهم هما اللي ربوني علي عدم الاستغلال لأي حاجه او شئ. خدوا مني كل حاجة... وحرموني حتي من هدئة الكري.. علي رأي عبد الحليم حافظ.... وبعد ده كله طلقوني في الدنيا.. اللي هما كانوا حبسني بعيد عنها. واللي اعتقد مازالوا بردوا حبسني بعيد عنها.... وأل ايه بقي المفروض اني اتعامل مع مجتمع وناس طول عمري بعيد عنهم. مرة مسجون في قمقم ابويا ومره مسجون في قمقم امي... لدرجه اني كنت بعامل اي حد وكل حد كأنه انا... او هما قبل ما اكتشف خداهم.... حقيقي فشلت وانهرت واتعذبت وابهدلت بكل شكل وميت طريقه وما كنتش بيبن لحد ولا اعرف حد اي حاجه. بس كنت بقعد اشتكي لهدومي ولحافي وسريري كل الإنكسار والاحباط اللي انا فيه. انا تعبااااااااااااااااااااااااااااااااااان نفسيا. تعبت من كل حاجه واي حاجه وكل حد واي حد. الغريب بقي ان اي حد بيقابلني بيفتكر اني واد مقطع الدنيا... وبيعاملني علي اساس اني خبث ومكار وخبرة في الحياة. رغم اني وربنا اصلا انا مش فاهم هي ايه حياة دي وازاي اقدر علي الاقل اعيشها. انا.. زي ما جيت الدنيا دي قلب اخضر ولسه بخضاره... اني ببكي ألم غيري وبحاول اساعد غيري حتي لو كان اللي معايا مش مكفيني سواء دعم نفسي او مادي.... الخلاصة انا بمووووووووووووت حرفيا كل لحظه... ومش عارف اعمل ايه. ومش عارف انا ليه انكتب علي كده.... كل اللي قدرت افهمه بعقلي الاهبل دي اني اراجوز بس اعيط بدل ده اضحك عشان ده اطبطب علي ده ادادي في ده... ولما احتاج صدر حنين ابكي عليه لحظات يقوموا كسرني زياده... لا ظهر وسند ولا حتي صدر حنين... ماليش مكان.... مافيش غير الألم والقهر وقله الحيله والفشل. انا تعباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان. ولما فكرت اشتكي لحد معرفهوش قالي انت عايز ايه من الدنيا مادام اللي منك بيعاملك بالذل عايز حد غريب يعطف عليك... ياحبيبي الرخيص وسط ناسه رخيص مع الاغراب..... والغريبه بقي مهما داعيت لربنا انه ينجدني من اللي انا فيه ده... مافيش وكأن صوتي ربنا مش عايز يسمعه... او تقربيا انا مخلوق من المغضبين عليهم. انا مش فاهم حاجه». وكان ده اخر كلامه معايا. ومن ساعتها اختفي ومش عارف اعثر عليه في اي مكان في الدنيا



2 تعليقات

أحدث أقدم