فى الحقيقه لا نجد من طيب الكلمات واسماها ما نثمن به الحراك الراقى الذى اتخذته الشركه المتحده للخدمات الاعلاميه بثوبها الجديد فى رصد اول فرائض التميز الحقيقيه فى سوق صناعة الدراما منذ مايزيد على عقد من الزمان خلال الاعلان اليوم عن إقامة المهرجان الأول من نوعه للدراما المصريه والمعنون بمهرجان القاهره للدراما ...
خطوه تأخرت كثيرا على دولة كبيره بحجم مصر ذات صيتها الريادى الدرامى وسط فنون الشرق ، استطاعت خلال سنوات طوال من بذر فرائض الإبداع و سطر رسالة التنوير بقوتها الناعمه الحقيقيه..
لن نتطرق كثيرا للوضع المؤسف الذى شهدته الدراما المصرية
فى العقد الأخير نتيجة غياب الآليات الحقيقيه لمفاهيم الصناعة فكثيرا ماتطرقنا سلفا لأسباب الضعف والعوار والتى يلمسها القاصى والدانى ، لكن سنتطرق هنا لهذا الحراك الجديد والذى يعد خطوة فعاله فى استعادة المدلول القيمى لتلك الصناعه بتسليط الضوء على الأعمال القيمة التى تحمل بين ثناياها مفاهيم وآليات الجودة الحقيقيه ، لكن ولكى نحقق تلك المضامين لابد أن تكون لدينا رؤية حقيقية فى الخروج من هذا المهرجان ودوراته الممتده بالاستفادة القصوى التى يتحقق من خلالها النسق البديع الذى نربوا ونأمل أن تكون عليه هويتنا الدراميه ..
من هذا المنطلق :
[1] لماذا لا يتخلل فعاليات المهرجان مناقشات جادة يسوسها أهل العقد من خبراء الدراما الكبار الذين سطروا ذهبية حقبتها الراقيه للوقوف جليا على مواطن الضعف والعوار التى أدت إلى هذا المنعطف الخطر فى العقد الأخير للخروج بتوصيات حقيقيه تسهم جليا فى الارتقاء بصناعة المنظومه ايمانا بالمثل القائل " أهل مكة ادرى بشعابها "
[2] مع كامل احترامى للقائمين على المهرجان وخياراتهم لا يمكن مطلقا تصور ان تكون لجنة تحكيم الأعمال الدرامية تفتقر جليا وبشده إلى الخبرات المدججه بمتلازمة صناعة الدراما بدء من عنصر التأليف حيث استعانت ببعض المواهب الشابه بالرغم من وجود أباطرة الروايه الدراميه الذين رصدوا
ذهبية حقبة مصر الدراميه امثال الكتاب الكبار " محمد جلال عبد القوى ، محمد حلمى هلال ، ابو العلا السلامونى ، على عبد القوى الغلبان، مجدى صابر ، محمد الباسوسي ..." وغيرهم من عباقرة التأليف والذين لا ذنب لهم إلا أنهم ينتمون إلى هذه الحقبه الراقيه ، ولم يكن موقف الإخراج ببعيد عن سابقه حيث أسند عضوية لجنة التحكيم لبعض المواهب الشابه الجديده فى غياب تام لصناع السعاده الدراميه " مجدى ابو عميرة، جمال عبد الحميد ، هانى لاشين ، اخمد صقر ، محمد فاضل " وان كان فى تواجد القديره انعام محمد على برئاسة اللجنه مايحفظ ماء الوجه قليلا ، أما إذا اخذتنا الجلاله وتحدثنا عن عضوية لجان التحكيم فى الشق الادائى ستكون الطامة الكبرى باختيار " احمد السقا ، محمد ممدوح " فى عضوية اللجنه ، فمع كامل الاحترام والتقدير لكلاهما " ماهى دلالات الواقع التى تنبئ بفراسة خاصه يحاكيها تاريخهما الفنى الدرامى ليضع كلاهما بصماته الوضائه فى تقييم أعمال و مؤديين يفوقنهم تاريخا ،أداء و فكرا ..هل يعقل أن يقيم هولاء أعمال " احمد عبد العزيز ، محمد صبحى ، أحمد ماهر ، فادية عبد الغنى ،
كمال أبو رية ، طارق دسوقي ، يحى الفخرانى ....."
بالكاد هذه أوضاع مغلوطه تفيد اننا نسير بخطوه للامام ونتراجع عشره للخلف ، باستمرار وضعية الهرم المقلوب ، لابد أن يستعيد كبار صناع العصر الذهبى للدراما مكانتهم الغراء ويتم وضع مؤلفات خاصه لهم كى تستعيد الدراما المصريه عافيتها من جديد ..
[3] فكرة ان التقييم فى هذا المهرجان يكون قاصر على الأعمال الدراميه الرمضانية الحاليه والقادمة فقط ، فكرة جديره بالدراسه لما يعتريها من ظلم شديد ، لأنه لا يمكن مطلقا ان نغفل عظم التاريخ الدرامى الذى سطره قطاع الإنتاج المصرى والذى سطر مفهوم الريادة الحقيقى للابداع من خلال باقة من أروع الدرر والكلاسيكيات التى زانت هذه الحقبه ، لذا كان لزاما علينا أن نؤصل قيمة هذه الأعمال ودورها فى تعزيز قيم الهوية العربيه من خلال تكريمها وصناعها فى دورات المهرجان القادمة...
والحقيقه انه بالرغم من امتعاضنا الدائم من وضعية سوق الدراما المصرى ومايعانيه من خلل تام فى الحقبه الاخيره، لكنه يبقى لزاما علينا أن نتوجه لقيادة المتحده للخدمات الاعلاميه بخالص الثناء والتقدير جراء هذا الحراك المثمر والذى نتمنى أن يسير بالركب صوب الهدف المنشود.
#مهرجان_القاهرة_للدراما