من اللعب فى جماعات الى العمل فى جماعات

0


إن اللعب - والذى يمارسه الطفل بكافة بمراحله العمرية المختلفة- يساعد على نمو الطفل وتكوين شخصيته، بل أنه فى بعض الأحيان يساعد على تحقيق التوافق الشخصى والاجتماعى والاستمتاع بأوجه الحياة المختلفة.

ويمكننا تعريف اللعب بأنه : "نشاط فطرى يمارسه الأطفال منذ نعومة أظفارهم وحتى مراحل متقدمة من العمر، ولكن بدرجات متفاوتة فى النوع والدرجة، فاللعب أساسا نشاط يقوم به الطفل من أجل المتعة الناتجة عن ممارسته"

أو هو "فاعلية يجريها الفرد او الجماعة نابعة من دوافع داخلية تبعث السرور والمتعة من ممارستها وتتصف بالمرونة والتنوع".

ويساعد اللعب فى جماعة، الطفل على التواصل ، والتعلم، وطلب المساعدة ، وتحقيق احتياجاته بطريقة تلائم المجتمع، وتحقيق الانسجام مع الآخرين، وعمل صداقات وتطوير علاقات ايجابية، وحماية نفسه. وبصفة عامة يكون قادرا على التفاعل مع اى شخص وكل شخص يقابله فى رحلة الحياة.

وينمى اللعب فى جماعة ، لدى الطفل مجموعة من المهارات، مثل:

مهارة الحب والمحافظة عليه

مهارة الافصاح عن الذات

مهارة الاستماع والاستجابة للمساعدة

مهارة التغلب على الخجل وعمل علاقات طيبة مع الآخرين 

مهارة اختيار الأصدقاء وبدء الصداقة

مهارة التحكم فى الغضب

مهارة اكتساب تجارب جديدة

القيام بتمثيل أدوار معكوسة 

ممارسة أدوار سيواجهها الأطفال عند الكبر

التخلص من نوازع غير مقبولة

إيجاد حلول لبعض المشكلات

من هنا نجد أن الطفل – من خلال اللعب الجماعى - ينمو نموا صحيحا متشبعا بقدر كبير من مهارات التواصل مع الآخرين وقادرا على اجتياز مايقابله من محن ومشكلات .

أيضا نجد أن الطفل يستطيع تطبيق ذلك عندما يلعب مباراة كرة قدم مع أقرانه، فنجده يفهم أن لكل فرد فى الفريق وظيفته التى لا تقل تقل أهميه عن زميله، وكيف يتعاونون معا من أجل تسديد الأهداف ، وبدون هذا التعاون - أى لو استأثر كل فرد فرد بالكرة- ما استطاع الهداف من تحقيق الأهداف المرجوة للفريق بأكمله.

من هنا يكبر الطفل وفى وعيه فكرة التعاون مع الأقران أو ما يسمى عندما يكبر فرق العمل.

فرق العمل:

هى جماعات يتم انشاؤها داخل هيكل المؤسسة أو المنظمة لتحقيق الأهداف التى أنشئت المنظمة من أجلها، وهى تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق، وهم مسئولين عن تحقيق تلك الأهداف ويتم تمكين هذه الفرق فى اتخاذ القرارات . من هنا فالفريق وسيلة لتمكين الأفراد من العمل الجماعى المنسجم كوحدة متجانسة .

وتعرف فرق العمل أيضا بأنها مجموعة ذات كفاءات متكاملة، حيث أن الأداء المتحصل عليه يتجاوز أداء مجموع المساهمات الفردية، ويتعاون مجموعة أفرادها بشكل كبير لتحقيق هدف يعتبرون أنفسهم مسئولين عنه جماعيا.

ويعتبر العمل فى فريق استراتيجية تتبعها المؤسسات والمنظمات لتحقيق أهدافها ، مثل:

تحقيق التعاون بين أعضاء المجموعة ومساندة بعضهم بتوحدهم داخل فريدون يريدون له النجاح مما يقلل من المنافسة الفردية ، ايضا يتيح العمل فى فريق فرصة تبادل المعلومات المطلوبة بحرية وانسيابية حيث تتدفق المعلومات من أسفل إلى أعلى (من الأعضاء للإدارة)، ومن أعلى إلى أسفل (من الإدارة إلى الأعضاء) مما يساعد فى تحقيق أهداف الفريق.

وتُبنى فرق العمل هذه بهدف بناء روح الثقة والتعاون بين الافراد، وتنمية مهارات الافراد وزيادة مداركهم، وتنمية مهارات حل الصراعات والمنازعات بين الافراد والمجموعات، وتوفير الاتصال المفتوح بين اجزاء المؤسسة مما من شأنه يؤدى الى مزيد من الشفافية والوضوح فى مواجهة المشكلات والقضايا، وزيادة تدفق المعلومات بين اجزاء المؤسسة ، والاستخدام الامثل للموارد والامكانات المتاحة بما يحقق كفاءة الاداء، واخيرا تهيئة البيئة المناسبة لتحسين الخدمات والمنتجات التى تقدمها المؤسسة.

العوامل التى تؤثر على العمل الجماعى:

1. بيئة العمل

2. المستوى التعليمى لأفراد الفريق وطبيعة التخصصات

3. تنوع الخبرات

4. السمات الشخصية لأفراد الفريق

5. تنوع الجندر (النوع) فى الفريق

6. تنوع الاعمار

7. تنوع المستويات الوظيفية

8. الحوافز والمكافآت

9. عدد أعضاء الفريق ضمن الحد المعيارى أو أكثر او أقل

10. مدى إيمان الفريق بحساسية وحيوية وجدوى المهمة قيد العمل

11. التفرغ للعمل أو عدمه

12. المدة الزمنية المخصصة للفريق لإنجاز المهمة

13. وجود قائد ماهر لفريق يجيد مهارات التفاوض والاتصال الفعال.

معوقات العمل الجماعى

1. طغيان المصلحة الفردية على مصلحة الفريق

2. عدم تقبل الرأى الاخر

3. توزيع المهام

4. عدم قناعة البعض بجدوى فرق العمل

5. العمل الجماعى يحتاج الى تدريب

6. قدرة التحمل على الصبر فالعمل الجماعى والفرق تحتاج الى سماع اراء الاخرين

7. محاولة فرض الرأى من بعض أفراد الفريق

8. الصلاحيات والمسئولية والمحاسبة

9. قد يؤدى كبر حجم الفريق إلى كثرة الآراء المتباينة- رغم كونه ميزة

 مما قد يؤدى إلى التباين وزيادة الجدل والحوار الذى يفسد العمل.

الأساليب التى من شأنها تشجيع العمل فى فرق:

1. عقد الدورات اللازمة للعمل فى فرق.

2. جعل الحصول على تلك الدورات شرطا للترقية.

3. تشجيع الأعمال الجماعية بتقديم منح للأعمال الفائزة او الناجحة منها

4. تصغير حجم الفريق نوعا


قائمة المراجع:

1. رنا بنت إبراهيم اللهيبي. تصورات المعلمات حول دور اللعب في تنمية بعض المهارات الاجتماعية عند الاطفال ذوي الإعاقة الفكرية، مجلة التربية الخاصة والتأهيل - مؤسسة التربية الخاصة والتأهيل – مصر، مج 4، ع 16، يناير 2017، ص ص 48-81.

2. محمد عبدالعزيز منصور. تنمية المهارات الاجتماعية عن طريق الإرشاد الجماعي القائم على اللعب للأطفال المكفوفين في مرحلة ما قبل المدرسة، مجلة كلية التربية بأسيوط ، مج 33، ع 3، مايو 2017، ص ص 390-448.

3. حيدر رزاق. تحليل نوعية الألعاب وتأثيراتها النفسية والبيئية على الطفل، مجلة جامعة بابل (العلوم الانسانية) – العراق، مج 16، ع 1، 2008، ص ص 30-45.

4. محمد علي أحمد. إدارة وبناء فرق العمل، المال والاقتصاد ( بنك فيصل الاسلامي السوداني – السودان، ع 66، يونيو 2011، ص ص 29-32.

5. مريم شباح. فرق العمل وبناء الصحة التنظيمية للمؤسسة، مجلة كلية التربية ، جامعة بنها، مج 28، ع 109، يناير 2017، ص ص 137-157.

6. علياء عبدالله العميرى. بناء وإدارة فرق العمل. مجلة المال والاقتصاد، بنك فيصل السودانى، ع 78، ديسمبر 2015، ص ص 42-44.

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)