حكاية الشخص اللي مبيغلطش أبداً |
في حي هادي على أطراف المدينة، كان فيه واحد اسمه أسعد. أسعد كان مشهور بإنه "ما بيغلطش أبدًا"، أو على الأقل ده اللي هو كان شايفه عن نفسه. من يومه وهو شايف نفسه "فاهم في كل حاجة"، وكل الناس حواليه "على قدهم".
أسعد كان ليه طريقة غريبة في التعامل مع الناس. يقول حاجة النهارده، وبكرة يرجع في كلامه عادي جدًا، ولو حد واجهه، يقوله:
"إنت فهمتني غلط!" أو "أنا مقصدتش كده أصلاً!".
مثلاً، في يوم كان قاعد مع أصحابه، وقال لهم:
"بصوا، أنا شايف إن أي حد بيشتغل شغلانة بسيطة مش بيحاول يطور نفسه."
طبعًا الكلام جرح صاحبه كريم، اللي بيشتغل ميكانيكي، لكنه فضل ساكت. بعد أسبوع، أسعد باظت عربيته واضطر يروح الورشة. أول ما كريم شافه، قال له:
"إيه يا أسعد؟ ده إحنا بتوع الشغل البسيط، هنعمل إيه فيك بقى؟"
أسعد ضحك ضحكة مصطنعة وقال:
"لا يا عم، أنا مقصدتش عليك، أنا كنت باتكلم بشكل عام، متكبرهاش!"
لكن دي كانت عادة أسعد، يقول كلام ويحرج الناس، وبعدين يرجع يلف ويدور، وكأن الموضوع مش مشكلة.
مشكلته الأكبر إنه كان متسلط، لازم رأيه يمشي حتى لو غلط. لو حد حاول يناقشه، كان يقلب الدنيا ويقول:
"إنت بتشوف الأمور من منظور ضيق، أنا بفكر في الصورة الكبيرة!"
بس اللي كسر غروره، كان يوم لما واجه صاحبه القديم شريف. شريف ده كان راجل حكيم وصريح. أسعد حاول يتسلط عليه في موضوع شغل، وقال له:
"أنا شايف إنك بتدير شغلك غلط. لو كنت مكاني، كنت هعمله أحسن منك بكتير."
شريف بص له بهدوء وقال:
"طب يا أسعد، لو إنت دايمًا صح وما بتغلطش، ليه لحد دلوقتي كل اللي اشتغلوا معاك سابوك؟ وليه الناس بتاخد منك خطوة ورا؟"
الكلام ده كان زي الصدمة لأسعد، لكنه بالطبع مكانش هيعترف. رد بكل برود:
"الناس بتفهم غلط، وأنا أكبر من إني أشرح نفسي لكل واحد."
في النهاية، أسعد فضل عايش في فقاعته، لكن اللي حواليه بدأوا يتجنبوه. النرجسية والتسلط بتخليك تخسر أقرب الناس ليك، حتى لو كنت شايف نفسك "ما بتغلطش".
الدرس هنا؟ الحياة مش دايمًا عن إنك تكون صح، لكن عن إنك تكون صادق مع نفسك ومع اللي حواليك. عشان لو فضلت تقول كلام وترجع فيه، هتلاقي نفسك في الآخر وحيد، زي أسعد.
الله عليك استااااذ
ردحذفالله علي وقت و قرائتك وتعليقك ومرورك. شكراً
حذفجميلة جدا بالتوفيق أن شاء الله
ردحذفالاجمل مرورك🌹
حذف