قبل 103عام من اليوم سيقت أسرة قيصر روسيا الأخير إلى قدرها المحتوم، لقد اتخذ مجلس السوفييت قراره بإعدام آخر الأباطرة وإسدال الستار عن أسرة رومانوف التي حكمت روسيا لمدة ثلاثة قرون.
لم يدر بمخيلة نيقولا الثاني حين جلس قيصرا على عرش روسيا في الأول من نوفمبر عام 1894م أن ينتهي حكمه بثورة وتنتهي حياته وأسرته بأكثر الإعدامات رعبًا في التاريخ في ليلة حالكة الظلام بغابات سيبيريا المتجمدة.قد كان حكم القيصر شاهدًا على العديد من الأحداث السياسية الفارقة في تاريخ روسيا، منها الدخول فى حرب مع اليابان عام 1904م، والتخلص من خصومه السياسيين فى مجزرة الأحد الدامي عام 1905م، ثم خضوعه وأسرته لتأثير الراهب والمعالج الروحاني راسبوتين الذي كان ينظر إليه بوصفة "أيقونة الشر" من قبل كبار الساسة وجموع الشعب، لكنه نجح في أن يكتسب ثقة القيصر وزوجته الكساندرا بعد أن نجح في شفاء ولى العهد أليكسي من مرض الناعور الذي يتسبب في نزيف الدم القاتل.في عام 1914م قرر القيصر إشراك روسيا في الحرب العالمية الأولى رغم أن البلاد لم تكن مهيأة لذلك، فتعرض للكثير من الهزائم، وقد قُتل فيها أكثر من 3 ملايين روسي، وقامت الطبقات الوسطى بالثورة تدعمها مجموعات عديدة تدعو للإصلاح وتغيير الحكم، فتنازل نيقولا الثاني عن العرش بعد قيام ثورة فبراير عام 1917م، ووُضع وأسرته تحت الإقامة الجبرية في قصر تسارسكوي سيلو.في صيف عام 1917م، نُقل القيصر مع عائلته إلى المنفى في توبولسك بموجب قرار من الحكومة المؤقتة، وفي ربيع عام 1918م، نقله البلاشفة إلى مدينة ييكاتيرينبرج، حيث أُعدم رميًا بالرصاص في 17 يوليو عام 1918 م إلى جانب أسرته"ابنه الصغير الأمير الكسيس، والأميرات الأربع: أولجا وتاتيانا وماري وأناستاسيا، وزوجته ألكساندرا، وطبيب العائلة الدكتور يوجين بلوتكين والطبّاخ خاريتونوفكانت ليلة الإعدام من أكثر الليالي رعبا في تاريخ القتل، حيث سبق القيصر الأخير وأسرته إلى قبو بأحد المناجم المهجورة وقُتلوا بطريقة وحشية، حيث أطلقت حفنة من الجنود الهنغاريين بقيادة ياركوف يورفيسكي النار من مسافة قريبة علي رؤوسهم، ونقلت الجثث إلى المنجم المهجور ثم مثلوا بجثة القيصر وزوجته وبناته، حيثقطعت أطرافها وأحرقت، وأذيبت العظام بواسطة حمض الكبرتيك ، أما الرماد المتبقّي فقد ذر في حوض ماء.