عزت العلايلى طلب تعديلات على شخصية «عباس الضو».. ومحمود ياسين اعتذر عن «سلامة فراويلة» لأنه «مش فاضى» وعبدالله غيث ويوسف شعبان بديلان
فاطمة التابعى رفضت دور «فوزية فراويلة» بسبب الشر فأبدعت فادية عبدالغنى.. وفايزة كمال طلبت تعديلات على الشخصية فى الجزء الثانى فتم استبدالها بجيهان نصر
عزت العلايلي ومحمود ياسين
شريف منير يطلب وضع اسمه قبل أحمد عبدالعزيز ويعتذر عن الجزء الثانى.. وممدوح الليثى يوقفه عن العمل بقطاع الإنتاج 5 سنوات وحيد سيف كاد يفسد جميع مشاهده مع يوسف شعبان بسبب الضحك.. وعبلة كامل الوحيدة التى فشل فى إضحاكها لماذا أصر صفوت الشريف على تغيير كلمات تيتر النهاية قبل رمضان بـ24 ساعة
جعله الله في ميزان حسناتك
أضغط علي الصورة في الاسفل للتبرع
God Blsee You
خلاف فى وجهات النظر بين المؤلف ورئيس قطاع الإنتاج يمنع «عبدالقوى» من كتابة الجزء الثالث فى عام 1992 وبالتحديد فى شهر رمضان، منحنا الكاتب الكبير محمد جلال عبد القوى، والمخرج الكبير مجدى أبوعميرة، وجبة درامية من العيار الثقيل، مع بداية عرض رائعة «المال والبنون»، التى كشفت صراع الأنفس بين الرضا والجشع.. الحقيقة والخديعة، استحلال الحرام لتحقيق الثراء، وبغض الحلال الذى أودى بهم إلى قاع الفقر، صراع غير تقليدى صاغه عبد القوى، وأخرجه فى أفضل صورة ملك الدراما مجدى أبو عميرة ليقف المسلسل منافسا شرسا أمام مسلسلين حققا النجاح والرصيد الجماهيرى هما «ليالى الحلمية» لأسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، و«رأفت الهجان» لصالح مرسى ويحى العلمى. الصراع الذى نسجه محمد جلال عبدالقوى، بعبقرية وحرفية وموهبة ربما لم يتمتع بها أقرانه منذ نشأة الدراما وحتى كتابة هذه السطور، نشأ بسبب فكرة «الاختيار»، أن تكون شريفا وفقيرًا، أو تكون سارقا وثريًا.. كلا الصديقين اختار طريقه، «سلامة» اختار المال، و«عباس» اختار الشرف، لتصل بنا الأحداث فى ذروتها إلى قصة الحب الكبيرة التى تجمع ابنة سلامة «فريال»، وابن عباس «يوسف» التى يرفضها عباس دون إبداء أسباب منطقية، لكنه كشفها مرغما لابنه يوسف فى مشهد عبقرى فى الحلقة الثانية عشرة وأخبر ابنه أنه رفض المشاركة فى المال الحرام الناتج عن سرقة سلامة لآثار مصر.. خوفا على يوسف وشقيقيه من المال الحرام، ولهذا السبب فهو يرفض أن يقترن ابنه بفريال التى أكلت من الحرام، ليفاجئه يوسف بمنطق لم يكن فى حسبانه (ومن قال إنك لم تشاركه.. شيلت أنت الذنب.. وشال هو الفلوس.. شاركته بسكاتك.. والساكت عن الحق شيطان أخرس)، ويريد يوسف الرحيل إلى منطقة بعيدة بصحبة صديقه فريد وحبيبته فريال.. منطقة خالية من سلامة فراويلة وعباس الضو (الحاج سلامة بيضحك علينا بالغنا.. وأنت بتضحك علينا بالفقر). 1- الاختيار بعد النجاح الكبير الذى حققه مجدى أبوعميرة فى مسلسله الأول «الطبرى» الذى لعب بطولته الفنان الكبير عزت العلايلى، وكتبه لحساب اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عبد الرحيم إبراهيم وشاركه فى كتابة السيناريو والحوار طه شلبى سنة 1987، انهالت العروض على مجدى أبوعميرة لإخراج مسلسلات دينية وتاريخية، لكنه كان عليه أن يختار. (بالفعل ما إن عرض مسلسل الطبرى انهالت علىّ العروض لأن ثمة حالة من الخصام كانت قد نشأت بين الجمهور وبين الأعمال التى تقدم باللغة العربية، لذلك حولته إلى مسلسل تاريخى اجتماعى، وحقق نجاحا باهرا.. ووقتها كان علىّ الاختيار بين العمل فى هذه المنطقة التى لن أستطيع الخروج منها مثل أستاذى أحمد طنطاوى، أو أن أنتظر لأقدم أعمالا اجتماعية ناجحة وراقية مثل التى قدمتها كمخرج منفذ مع أستاذى المخرج محمد فاضل مثل عصفور النار وأخو البنات والراية البيضا وأبوالعلا البشرى.. فقررت أن أسعى للحصول على نص فخم لكاتب كبير لأبدأ به مشوار الدراما الاجتماعية.. وبدأت البحث فى النصوص الموجودة فى قطاع الإنتاج وعثرت على سيناريو مسلسل المال والبنون.. ورشحنى ممدوح الليثى رئيس قطاع الإنتاج لإخراجه.. وعلى الفور اتصلت بالأستاذ محمد جلال عبدالقوى لأنقل له رغبتى فى إخراج المسلسل.. فوجدته مرحبا بالأمر). الملاحظ من كلام أبوعميرة أنه استخدم تعبير «نص فخم لكاتب كبير»، إذن فهو لم يتعجل للعمل بينما انتظر الفرصة المناسبة التى يستطيع أن يستعرض فيها إمكانياته الإخراجية.. خاصة أن الملاحظ أيضا أن أبوعميرة انتظر نحو 4 سنوات كاملة مرت بين إخراجه لـ«لطبرى» وتنفيذه للنص الرائع الذى كتبه محمد جلال عبدالقوى باسم «المال والبنون». 2- الشاهد الوحيد والأمانة هنا تقتضى ذكر أننى اتصلت بالكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى ليدلى بشهادته كصاحب النص لهذا العمل التاريخى، لكنه اشترط أن يتحدث بمفرده وألا يشاركه أحد، وأن نكتفى بشهادته وحده، ليكون هو المسئول ضمنيا عما ينشر فى هذه الحلقة، وبعد أن أخبرته أننى تحدثت بالفعل إلى المخرج الكبير مجدى أبوعميرة بشأن المال والبنون، رحب بالإدلاء بشهادته فى أعمال أخرى من تأليفه على أن يكون هو الشاهد الوحيد. والحقيقة أننى فضلت ذكر ذلك، ابتغاء وجه الحقيقة وحتى لا نتهم أمام القارئ بالتقصير فى رحلة البحث عن الحقائق والتأريخ لهذه الأعمال الرائعة، غير أن رفض عبد القوى لا يقلل أبدا من احترامنا له وتقديرنا لموهبته الكبيرة. 3- سلامة فراويلة وعباس الضو نعود إلى مجدى أبو عميرة الذى ما إن وقع عقد إخراج المسلسل، ودخل إلى مراحل التنفيذ بعد دراسة النص، تبادر إلى ذهنه أن يلعب الفنان الكبير عزت العلايلى دور «عباس الضو» على أن يقدم الفنان الكبير محمود ياسين دور «سلامة فراويلة»، خاصة أن العلايلى كان هو بطل مسلسله الأول «الطبرى» الذى حقق نجاحا باهرا (الأستاذ عزت وقتها رفض المشاركة فى بطولة المسلسل لسببين الأول كان له وجهة نظر فى النص، والثانى هو لكونه كان مشغولا بأحد الأعمال السينمائية، أما الفنان محمود ياسين فلم يقرأ النص من الأساس واعتذر لانشغاله بأعمال أخرى). هذا ما قاله مجدى أبوعميرة، والحقيقة أن عزت العلايلى كان بالفعل منشغلا سينمائيا فى هذه الفترة، فبعد أن انتهى من تصوير دوره فى فيلم «المواطن مصرى» عن قصة ليوسف القعيد صاغ لها السيناريو والحوار الراحل محسن زايد وأخرجه صلاح أبوسيف ولعب بطولته أمام عمر الشريف، قدم بعدها أربعة أفلام ( دسوقى أفندى فى المصيف، رجل من نار، ضد القانون، الفأس فى الرأس)، علاوة على مسلسل تليفزيونى بعنوان «الفدان الأخير».. أما الفنان محمود ياسين فقدم أيضا فى تلك الفترة أربعة أفلام هى (تصريح بالقتل، الفضيحة، الشجعان، والستات)، علاوة على مسلسل تليفزيونى «الحكم مؤجل». وبعد اعتذار عزت العلايلى ومحمود ياسين، قرر مجدى أبوعميرة عمل تركيبة أخرى تجمع الراحل العظيم عبدالله غيث.. والفنان القدير يوسف شعبان، وكلاهما وافق بمجرد قراءة الحلقات. 4- تألق أحمد عبدالعزيز قال لى المخرج الكبير مجدى أبوعميرة أن فكرة الاستعانة بالنجم أحمد عبدالعزيز للعب دور يوسف عباس الضو فى مسلسل المال والبنون، راودته بعد أن شاهده فى مسلسل «الوسية» الذى كتبته يسر السيوى وأخرجه المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، فقرر الاستعانة به على الفور، ولم يكن له أى بديل فى رأسه.. ومثلما تم ترشيح أحمد عبدالعزيز بعد تألقه فى «الوسية» ترشح الموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن أيضا لشدة إعجاب مجدى أبوعميرة بتيتر «الوسية». فى «المال والبنون»، كان هناك مشهد يحمل الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز همه منذ أن قرأ سيناريو المسلسل، وهو مشهد الأسر والتعذيب من قبل الجيش الإسرائيلى، وأثناء شهر رمضان لم يكن المسلسل قد تم الانتهاء من تصويره، وخلاله تلبيته لدعوة فى خيمة رمضانية، قابل أحد الأشخاص، وكان عائدا من كندا، ولم يعرف أن أحمد عبد العزيز ممثل، وأثناء الدردشة أخبره ذلك الشخص أنه كان مجندا مصريا وتم أسره فى حرب 1967، وهنا لمعت عينا أحمد عبد العزيز وطالبه بأن يحكى تفاصيل ما حدث له فى الأسر. وفى اليوم التالى تقابل الفنان أحمد عبدالعزيز والمخرج مجدى أبوعميرة وحكى له عبدالعزيز ما سمعه من الرجل الذى التقى به على سبيل الصدفة، وأخبره أن المكان الذى بقى فيه طوال مدة الأسر مبنى بحجارة كبيرة، ويشبه ديكور «حوش» البيت الكبير الذى يسكنه عباس الضو والدكتور إمام عبدالله، فقرر المخرج الكبير مجدى أبوعميرة استغلال ديكور الحوش، فى تصوير مشهد الأسر، فى نفس اليوم. كان مشهدا طويلا فى مكان ضيق، لكن برع مجدى أبوعميرة فى عمل التقطيعات المناسبة، كما برع أحمد عبد العزيز فى أداء المشهد الذى كتبه محمد جلال عبد القوى بعبقرية (التاريخ بيقول لأ.. بالأقدمية إحنا سادة الدنيا.. وبالحداثة إحنا خير أمة أخرجت للناس.. أحنا البلد الوحيدة اللى طول عمرها حدودها متغيرتش.. ملامح أهلها ما تغيرتش.. أحنا سادة العالم.. مصر هتنتصر مهما طال الزمن.. التاريخ بيقول كده). الغريب أن بعد عرض المسلسل كان الفنان أحمد عبد العزيز معتادا على الذهاب لمنطقة خان الخليلى عند مجموعة من الأصدقاء، وفى أحد الأيام قابله شخصًا كبيرًا فى السن أخبره وهو فى حال من البكاء أن ما قاله فى المشهد ليس تمثيلا إنما هى واقعة حقيقية تعرض لها ذلك الرجل شخصيًا. 5- الراقصة حنان ترك أثناء تصوير مجدى أبوعميرة لمسلسله الأول «الطبرى»، استعان بفرقة حسن عفيفى الاستعراضية لأداء رقصة ضمن أحداث المسلسل، وكانت الرقصة مكونة من ست فتيات، لفتت إحداهن نظر أبوعميرة وكانت هى حنان ترك، التى قرر الاستعانة بها فى دور «ثريا»، وقام بتدريبها مع أحمد عبدالعزيز فى جميع مشاهدها لتخرج بهذه الصورة.. (لفت نظرى وشها جدا.. وقررت أسند لها أحد الأدوار فى مسلسلى القادم). ومن ضمن الترشيحات كانت الفنانة الكبيرة فاطمة التابعى التى رشحها الكاتب، وبعد قراءتها للسيناريو رفضت المشاركة فى الدور، لكون الشخصية شريرة وهى لا تقدم أدوارا بمثل هذا الشر الكامن فى شخصية «فوزية فراويلة» التى تسرق مال أسرتها جميعا بعد وفاة الأب سلامة فراويلة أو يوسف شعبان. وبمناسبة يوسف شعبان، فهو كان يتمنى أن يظهر فى الجزء الثانى، خاصة أن نهاية الجزء الأول كانت غامضة، ولم نعرف إن كان مات أو سقط من سريره، وعندما سألت الأستاذ مجدى أبوعميرة قال (يوسف كان يتمنى المشاركة فى الجزء الثانى، لكن الكاتب محمد جلال عبدالقوى فضل عدم تواجد الشخصية.. ويوسف كان دائم النقاش معه فى الجزء الأول.. وربما هذا لم يرق للكاتب ففضل موت الشخصية.. وأثناء الجزء الأول كان يوسف شعبان لا يصمد أمام إفيهات وحيد سيف وبسبب ضحكاته أعدنا عددا كبيرًا من المشاهد.. ولم يصمد أمامه سوى عبلة كامل التى كانت لا تضحك أبدا على إفيهاته أثناء العمل.. بينما تضحك فى الاستراحة!). 6- اعتذار شريف منير قبل تصوير الجزء الثانى، فوجئ المخرج مجدى أبوعميرة بالفنان شريف منير يضع شرطا وحيدا لاستكمال المسلسل، وهو أن يضع اسمه قبل اسم الفنان أحمد عبد العزيز، الحقيقة الشرط لم يكن منطقيا بالمرة، فشريف كان ممثلا مساعدا فى الجزء الأول، علاوة على مشاركته فى مسلسل «ذئاب الجبل»، كممثل مساعد أيضا وكان المسلسل من بطولة أحمد عبدالعزيز، فبأى منطق يطلب شريف وضع اسمه قبله. الأزمة وصلت لمكتب ممدوح الليثى رئيس قطاع الإنتاج فى ذلك الوقت، واتصل هاتفيا بشريف منير، وحدث خلاف كبير فى وجهات النظر أثناء المكالمة الهاتفية التى ما إن انتهت حتى اتخذ رئيس قطاع الإنتاج قرارا واجب النفاذ بإيقاف شريف منير من العمل بقطاع الإنتاج لمدة خمس سنوات كاملة.. وهو ما حدث بالفعل. ومن شريف منير إلى فايزة كمال لم تختلف الأمور كثيرا فبعد النجاح الكبير لشخصية «فريال» التى قدمتها فايزة كمال فى الجزء الأول، طلبت بعض التعديلات على الشخصية فى الجزء الثانى الأمر الذى رفضه المخرج والمؤلف وتم استبعادها لتحل محلها الفنانة المعتزلة جيهان نصر. أما الفنان الكبير عبدالله غيث، فكان قد توفى قبل تصوير الجزء الثانى الذى عرض عام 1995، ( أثناء تصويرى لمسلسل ذئاب الجبل كان عبدالله غيث يطالبنى بسرعة الانتهاء من الإعداد للجزء الثانى من مسلسل المال والبنون، وكأنه كان يريد تمثيله قبل وفاته، لكن كان الموت أقرب إليه). 7- النكسة.. والعبور كان مسلسل «المال والبنون» هو أول المسلسلات المصرية التى عرضت نكسة يونيه 1967 بشكل درامى (كان المشهد الذى يجمع يوسف محمولا على كتف صديق عمره فريد من أروع المشاهد.. قررت تصويره فى الصحراء فى وقت الغروب على أغنية عدى النهار.. ويوسف يعطى لفريد دبلة ثريا.. ويطلب منه أن يقول للعالم أننا محاربناش.. لو حاربنا كنا انتصرنا.. قدمنا ظروف النكسة من خلال هذا المشهد، علاوة على مشهد رشوان توفيق أو الدكتور إمام عبد الله وهو يقول جماجم ولاد المصريين ميتعملش بيها أهرامات.. اللى بيعمل هرم بيندفن جواه.. أما العبور ففى بداية الجزء الثانى كتب محمد جلال عبد القوى أغانى تيتر مشاهد ما قبل البداية رائعة لأنه كان من الجنود الذين عبروا القناة، وكتب أشعارا وسجلها بصوته). 8- الرقابة.. والتيتر قبل عرض الجزء الأول من المسلسل، تلقى مجدى أبوعميرة أخبارا من رئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثى، مفادها أن صفوت الشريف وزير الإعلام فى ذلك الوقت اعترض على تيتر الختام الذى كتبه الراحل المبدع سيد حجاب، بداعى أننا لا يجوز أن نسب الدهر.. وكانت كلمات التيتر كما يلى (دنيا غرورة دنية.. زى الحنش شرانية.. يا دنيا ولاحدى ضهرى.. ليكى ولا أعيش فى قهرى.. ياما نفسى يصفالى دهرى.. وترجعى حقانية)، وعلى ذلك تم تغيير الكلمات رغم رفض سيد حجاب وياسر عبد الرحمن إلى (بحلم وفتح عنيا على جنة للإنسانية الناس سوا بيعيشوها بطيبة وبصفو نية). المشكلات الرقابية مع العمل لم تنته عند التيتر بينما كانت هناك جملة أصرت الرقابة على حذفها وهى (ملعون أبو الاشتراكية واللى بدعها)، لكن المخرج مجدى أبوعميرة رفض.. وبسبب ذلك أجل مونتاج الحلقة إلى ما قبل الإذاعة بساعتين حتى إنها أرسلت إلى القنوات الفضائية عن طريق القمر الصناعى.