نصائح لكاتب السيناريو


 من كاتبة السيناريو والباحثة " زارار والدباك " ترجمة الدكتور طاهر علوان رئيس مهرجان بغداد السينمائى.  

عشرة نقاط اساسية لايجب ان تغيب عن ذهن كاتب السيناريو

اولا: القابلية على الألهام والتقاط الأفكار :
يجب ان تطور قابليتك في ان تلتقط الأفكار ، ان تأخذ وتتفاعل مع ماهو حولك من احداث واخبار و صور وقصص تغص بها الحياة ، تذكر ان ليس الطريق الصحيح هو تأثرك فقط بالقصص التي تقدمها الأفلام وسعيك لمحاكاتها ـ ان كاتب السيناريو الجيد هو القادر على ان يعطي معنى للأشياء التي يراها في الحياة اليومية ، ان يتابع قصص الناس من حوله ، يصغي لها جيدا ويحللها . وان ايجاد صلة ما مابين القصة والجمهور هو مطلب آخر بمعنى ان يكونالسيناريو قريبا جدا من حياة الناس ، فلاتحاول مطلقا ان تستنتسخ قصة فيلم آخر او تقلدها ، كن انت نفسك وليس الآخرين . وبدلا عن التكرار والنسخ: راقب الناس ، الأحداث ، البيئة التي من حولك التي تمتلئ بالقصص والأحداث واوجد فكرة او افكارا من كل هذا الخليط الغزير والمتنوع .

ثانيا : يجب ان تمتلك شيئا ما تقوله
فكر دائما في الرسالة التي تريد ان تقدمها لجمهورك من خلال السيناريو ،وتذكر السؤال : ماذا اريد ان اقول ؟ ولماذا؟، تذكر رد الفعل الذي تريد جمهورك ان يعبر عنه فيما إذا كان متعلقا بماهو درامي او كوميدي او واقعي او رومانسي او غير ذلك. هنالك سبب لكتابة القصة والحكاية بالإجابة عن سؤال: لماذا اكتب؟ وتذكر ان كل سيناريو يجب ان يكون له سبب جوهري، فكرة، معنى، تعبير، وجهة نظر، احساس، ولهذا يجب ان تكون على يقين من ان كل ذلك سوف يحدد شكل ونوع الكتابة، أي كتابة السيناريو ويوجد بؤرة مركزية لما تقول.

ثالثا: يجب ان تكون ملما بتفاصيل شخصياتك
اعط وقتا أكبر للحياة والتعرف على شخصياتك وطبيعة الحياة التي تعيشها تلكم الشخصيات، قبل ان تبدأ القصة. ان الكاتب الجيد هو الذي يعرف كل شيء تقريبا عن شخصياته يدرسها ويشعر بها ويدرك افكارها وماذا تريد ولماذا ، اترك لشخصياتك الفرصة لتقود القصة لا تجعلهم مذعنين لما تريد انت بل لما يريدون هم ، اترك لهم الفرصة ليتحدثوا اليك لكي يكونوا اناسا حقيقيين واستمع الى الطريقة التي يتكلم بها الناس في حياتهم اليومية لكي ترسخ الحوار في السيناريو الذي تكتبه ويكون ذلك الحوار يجب ان يكون مقنعا تماما ، نافذا ، ضروريا وذا معنى وتأثير وبعيد عن الرتابة والترهل ، واعلم ان الديالوج في النسخة الأولى قد يكون رتيبا وبلا حياة احيانا ولهذا حاول ان تطور الحوار وتصغي له جيدا قبل ان تمنحه لشخصياتك في صيغته النهائية .

رابعا : يجب ان تكون هنالك مشكلة
اذا كانت الشخصيات تسعى للحصول على شيء ولكنها تواجه صعوبة في الحصول عليه فأنك تكون واقعيا قد حصلت على نواة القصة ،وجود عائق امام الشخصية لبلوغ اهدافها هو الخطوة الأولى باتجاه بناء القصة المطلوبة، ولكن كن متأكدا من ان المشكلة مرتبطة مباشرة بفكرة القصة وذلك سيتطور قدما وسينمو مع نمو احداث القصة ، ويجعل الأشياء اكثر تماسكا بالنسبة للشخصيات ويخلق فرصا نحو رحلة عاطفية ونفسية وعقلية تخوضها الشخصية وهي تستجمع قواها لفعل شيء ازاء المشكلة التي تعترضها وتذكر ان لا شخصية في الدراما دزن مشكلة تواجهها .

خامسا :اوجد لنفسك عالما مختلفا ، متماسكا وجيدا
ان القصة المألوفة والتي يجري التفاعل معها يمكن ان تؤسس لعالم غير مألوف ومختلف ومستحدث وذلك كله يمكن ان يوجد قراءا وعقولا متيقظة للتفاعل مع الموضوع .معنى ذلك ان ستند السيناريو الى وجهة نظر او وجهات نظر من زوايا مختلفة كل منها سلط الضوء على جانب ما من القصة ومعنى ذلك ايضا ان هنالك واقعا جديدا يتم تأسيسه فيه اختلاف الى درجة ما عما هو مألوف ومعتاد ، واقع مبتكر وينطوي على سبب لمتابعته واكتشافه ، ان العالم المختلف الذي يفاجئ القارئ والمشاهد و الذي يكون مناسبا من ناحية النوع والمستوى يمكن ان يكون انتاجا لقصة جديدة. ولهذا فأن استكشاف أي عالم هو الأفضل وهو مطلوب في السيناريو لجعل السيناريو حيا وتشعر بالراحة نحوه والاستمتاع به وشغفا في متابعته.
سادساً :اجعل القصة تتقدم الى امام
من المعتاد ان يجسد الكتاب الجدد حالة ما او موقفا او حدثا ما ثم ما يلبثون ان يعيدون انتاجها مرات ومرات واحيانا دون ان يشعروا انهم يكررون انفسهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، هذا النوع من الاجترار او التكرار ليس كارثة كبيرة بل هو عارض طبيعي لكن يجب تشخيصه لكي يكون هنالك افق اوسع لدى الكاتب الشاب للتجديد ، ان دم الحياة في القصة يجب ان بتطور ويتطور باستمرار ، ان يتغير وان يتقدم وهذا ما يدفع الجمهور نحو رحلة عاطفية مع الشخصيات يقوم على عدم التكرار والأحساس بأن الأحداث تتطور وتنمو باضطراد أي تتقدم الى امام ، فتأكد اين يكون موقف وموقع الشخصيات عندما تبدأ وتنتهي القصة وتأكد من حدوث تحولات في الشخصية تدل على تقدم ملحوظ للقصة الى امام وذلك عندما تتنقل الشخصية من نقطة الى اخرى ومن حالة الى اخرى .ان هنالك اشياء يجب ان تتغير مع النهايات ان لم تكن الشخصيات فالجمهور هو الذي تتغير قناعته لأنه جزء من حركة الحياة .
سابعاً: اكتب بالصور لا بالكلمات
ابذل جهدك ووفر جميع المتطلبات من اجل ان تري لا ان تخبر. وتذكر الحكمة التي تقول : ارني ولا تخبرني ..ولهذا استخدم تكنيك الأدوات الأربع ( الأفعال ، الأشياء ، لغة الجسد و البيئة او المكان ) هذه الأدوات هي ابجدية ووسائل الوصول الى التعبير بالصور لأنها تقرب الواقع المرئي وتحول الفكرة المجردة الى فكرة مرئية ، من اجل تقديم الحالات والأفكار الداخلية لتظهر للعيان عندها سيكون المعنى واضحا على الشاشة .للوصول الى ذلك وتقريب الفكرة منك ، قم بتحليل مشاهد من الأفلام لكي ترى كيف تم تجسيد الأفكار صوريا واقرأ الكتب الخاصة بكتابة السيناريو لتساعدك في تطوير المهارات الأساسية للكتابة
ثامناً :كتابة السيناريو عملية تعاونية
يجب ان تتعلم كيف تتفاعل بشكل بناء مع ردود الأفعال او رجع الصدى لتطوير السيناريو الذي تكتبه او قمت بكتابته ، علاقات العمل جزء من حياة كاتب السيناريو العملية ، تذكر ذلك من منطلق ان السينما في حد ذاتها هي عمل جماعي تعاوني .لا تصاب بخيبة امل تجاه ردود الأفعال السلبية التي تسمعها او تتلقاها من أي مصدر كانت ، وبدلا عن ذلك انظر لها على انها طريق للحركة الى امام اما باتجاه تصحيح الأخطاء والسلبيات او باتجاه كتابة شيء جديد يستفيد من اخطاء وملاحظات التجربة السابقة ، تذكر ان ليس كل شخص يحب السيناريو الذي كتبته او ستكتبه ولهذا حاول ان تتخلص من المشاعر السلبية وركز على ردود الفعل والنتائج الأيجابية لكي يكون لديك دافع للعمل في كتابة السيناريو
تاسعاً :الشبكة
هيء نفسك دائما لملاقاة شركاء او متعاونين فاعلين ، واحضر وشارك في فعاليات الكتاب وكتاب السيناريو والمنتجين ونوادي السينما والمهرجانات واسواق الفيلم وتأكد ان ليس فقط الذين يشبهونك او يقتربون منك في طريقة التفكير سيكونون دافعا لك للكتابة .ان هذه اللقاءات تخلق فرصا لكونها تصنع او توفر فرصا للتواصل مع المنتجين ووكلاء الشركات .وتذكر ان من ستتعرف عليه لايقل اهمية عن ما تعرفه اصلا وتشعر انه مفيد لك ولك علاقة طيبة معه من الذين يعملون في حقل الأنتاج او الأخراج او كتابة السيناريو او التسويق
عاشراً: التمرين
لا شيء يأتي فجأة ودفعة واحدة ، ولهذا عليك ان تكتب اكثر ما تستطيع وأوجد لنفسك ما يشبه الروتين اليومي وهو ان تكتب باستمرار وبلا توقف فمن خلال الكتابة المستمرة ستتعلم وستجد صوتك وتزيد ثقتك بنفسك يمكنك الحديث عما كتبته او تكتبه ولكن في النهاية لا شيء يغني عن الاستمرار ، تذكر ان الكاتب هو ذلك الشخص الذي يكتب وانه ليس ذلك الشخص الذي يتحدث عن الكتابة خارجيا دون ان يمارسها بل الذي يترك ما يكتبه ليتحدث بالنيابة عنه ، وبعد ان تنجز شيئا لا تتركه اسير الأدراج بل دعه يرى النور ثم واصل الكتابة ولا تتوقف ابدا ..



Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne