الراية البيضاء أشرف زكي

 


أخيرا رفع الدكتور أشرف ذكي الراية البيضاء في قضية تشغيل الممثلين ومعاناته من قلة الانتاج الدرامي وتقلص عدد المسلسلات المصرية التي تنتج الآن .. والجميع يعلم أن في الماضي القريب كان ينتج في مصر أكثر من ٥٠ مسلسل في موسم رمضان وحده تقلص الي اقل من ١٥ مسلسل ينتج الآن .. وكما نسمع من أصاحب القرار بالانتاج أن السبب في تقلص عدد المسلسلات والتوسع بالبرامج الكلامية .. هو إحتياج السوق .. وأن سوق الدراما بموسم رمضان لا يتحمل أكثر من هذا العدد .. 

وبالتوازي ذادت عدد المسلسلات العربية المنتجه بكل اللهجات العربية .. وافسحت الشاشات العربيه لها مساحات لسد النقص الناتج عن قلة المعروض من المسلسلات المصرية .. وبالتوازي أيضا إنتشرت المسلسلات المدبلجة باللهجات العربية التي أصبحت مفهومه لدي العرب من إنتشارها علي  الفضائيات المصرية بالأقمار الصناعية .. 

ولم تعد المشاهدة أو الاستماع والإستمتاع قاصرعلي الاذاعات والشاشات المصرية  فقط والتي كانت متفرده بالعالم العربي والتي إعتاد عليها المشاهد العربي والمصري ولا يجد لها بديل ولا يعرف غيرها .. لكن الآن انتشرت القنوات الناطقة بلهجات أخري بالاضافة الي شاشاتنا التي توسعت في اذاعة اللهجات العرية الأخري والتي أصبحت مفهومة لدي المشاهد بالمواد الكلامية والدرامية والمنوعات والمسابقات العربية التي استحسنها الجمهور من تكرارها علي شاشاتنا ..

ولم يكن نقيب الممثلين وحده الذي عاني من هذه المشكلة تجاه أعضاء نقابته .. فقد سبقه وفي محاولة بائسة ناجحة العام الماضي نقيب السينمائين مسعد فوده لإرضاء أعضاءه الثائرين والغاضبين .. ولمواجهة هذه الازمة قام بعمل معجزة في انناج مسلسل يتيم بالجهود الذاتية لكنه لم يفي بالغرض .. فإنتاج مسلسل واحد لا يكفي لسد الفجوة الكبري التي حدثت في منظومة الانتاج العربي عموما والمصري علي وجه الخصوص .. 

وتظل النقابتين السينمائية والتمثيلية يعانيان من البطالة لكثرة االأعضاء فيهما القادرين علي العطاء والعمل والإبداع .. وبالمقابل قلة أعداد المنتج  الدرامي وخاصة المنتج التليفزيوني .. وهذه المشكلة المستعصية وأطرافها تحتاج الي دراسة متحررة من كل قيود وبخبرات انتاجيه عربية متخخصة للخروج من هذه الازمة التي من المؤكد انها ستطول لبعض الوقت حتي يجد أصحاب القرار طريقة وخطة مدروسة الخروج ببدائل مرضية للجميع ومتماشية ومناسبة للسوق العربي 

وللحق أن أزمة الدراما العربية لها خصوصية في مصر فقط والجميع يعلمها .. ويعلم معظم تفاصيلها ولن اضيف جديد ولا ازايد علي المتخصصين فيها .. فنحن جميعا نعلم أن تضخم في عدد العاملين في هذا المجال من اعضاء النقابتين  من اكثر المشاكل تعقيدا في هذا الشأن ..  وتاتي بعد ذلك مشاكل فرعية تضخم المشكلة فوجود بدائل  للمنتج المصري علي الشاشات العربية هو عنصر آخر يجب الإعتراف به كمشكلة مصرية وجب دراسة اسبابها .. ومشكلة تقلص المنتج المصري ووجود كوادر عربية مدربة وماهرة وابداعية أيضا في السوق العربي حلت محل المنتج والكوادر المصرية .. 

ولا أخفي حقيقة أن حركة سوق الدراما العربية والمصرية خصوصا في مصر في ارباك منذ سنوات قليلة ماضية لخصوصية سلعة الدراما المصرية والعربية في الانتاج والبث والبيع والتوزيع والاذاعة .. فهي السلعة الوحيدة بمصر والعالم العربي التي لا تعتبر سلعة أو انتاج محلي أو اقليمي يتبع دولة بعينها ولكنها سلعة عربية خالصة أينما وجدت فهي سلعة عربية تنطق بأي لهجة من اللهجات العربية .. مصرية كانت أو سورية او خليجية … الخ 

وأمس صرخ الدكتور أشرف ذكي صرخة مدوية يقول فيها : سبعة وعشرون عاما من العمل النقابي الجاد والصادق قضيتها في نقابة المهن التمثيلية ويشهد الله على المسكوت عنه فقد قدمت الكثير والكثير والكثير ولم أتأخر يوما عن نجدة أي زميل أيا كانت صلتي به وصلته والله وحده يعلم وربما القليل جدا يعلم بعض الأشياء بحكم الصدفة أو الوساطة. .. ومازلت أعطي ولا أتأخر ومازلت أقدم كل ما أستطيع بمنتهى الحب والإخلاص أما أن يصبح نقيب المهن التمثيلية وهي واحدة من أعرق النقابات في مصر (ملطشة) لكل من يشعر بعدم التحقق أو الرضا عن عطاء الله له ولكل من لم يجد الفرصة التي يتصورها لنفسه أو يعاني بسبب أي أمر قدره الله عليه فهذا أمر مرفوض فقد أتسامح في كل ما يخصني على المستوى الشخصي لكن سامحوني لن أستطيع أن أتسامح فيما يخص كرامة النقيب لأنها وكرامة النقابة كوجهين لعملة واحدة.

ورفع الدكتور الراية معلنا انه وضع يده في الشق كما يقولون بقوله : وأعترف أن قضية التشغيل واحدة من أعقد القضايا لأنها ترتبط بمجموعة من العوامل التي تشكل فيها النقابة ربما أحد العوامل بينما تشكل فيها عوامل الانتاج وسوق العمل والمواهب والطاقات وعوامل أخرى كثيرة الجانب الأكثر تأثيرا خاصا أن النقابة ليست جهة إنتاج بالأساس.

ويدافع الدكتور اشرف عن نفسه مؤكدا بأنه قدم الكثير ومازال لديه الكثير ولكن هذا لا يعني اطلاقا علي حد قوله وأنا على مشارف الستين أن أقبل أن يكون نقيب هذه النقابة العريقة التي أنتمي لها (ملطشة) للبعض، وعلى أي الأحوال لقد قررت وبشكل نهائي أنه عقب انعقاد الجمعية العمومية في ديسمبر القادم وبعد أن أعرض كل الأمور بوضوح تام وأكشف كل المسكوت عنه، ترك الفرصة لمن ترونه قادرا على حل مشكلة التشغيل ليحل محلي متمنيا له بكل حب التوفيق في تحقيق ما لم أستطع تحقيقه وهذا يسعدني ويكفيني أنني قدمت للنقابة في تصوري وفي رأي الكثيرين من أعضاء النقابة ما لم يقدمه نقيب آخر على مدار سبعة وعشرون عاما .



Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne