ثرثرة فوق النيل'رؤية إبداعية'

رؤية إبداعية . بقلم - فاروق الغمراوي



قبل الدخول الي قصه الفليم سوف نتوقف عند حكايه  الحق والباطل: 


يحكي ان الحق والباطل اختلف في مين منهم يكون راكب ومن منهم يمشي. واختلف كل منهما حيث اصر الحق علي ان هو الذي يركب واصر الباطل علي انه هو الذي يركب. واتفق الاثنان علي ان يحتكموا لاصحاب العلم والفكر.  فقرر العلماء عن ان من يركب هو الحق ومن يمشي هو الباطل. "ومنذ هذة اللحظه الحق هو اللي راكب والباطل هو اللي ماشي"

 اولا يجب ان نتعرف علي قصه الفيلم وهي كالتالي:


أنيس زكي (عماد حمدي) موظف حشاش، يعمل بوزارة الصحة، غائب عن الوعي طول الوقت، يقضي وقته فى غرزة المعلم أبوسريع (محمود كامل) على النيل حيث قابل رجب القاضي (أحمد رمزي)، الممثل الجميل الجذاب الذى كان جاره فى المنيرة منذ 20 عامًا، والذى اصطحبه إلى مملكته الخاصة وهى عوامته المطلة على النيل حيث عرفه بأعضاء المملكة.    
قائد الجيوش ومارشال المملكة رع الاول خالد عزوز(صلاح نظمي)، وهو كاتب قصص فاقد للعقيدة ومنحل.
إمبراطور المملكة الناقد الفني على السيد(عادل ادهم)، أفاق لايكتب إذا لم يقبض.
وزيرالعدل المحامى مصطفى راشد (أحمد توفيق)، ذو مظهر براق للثقافة، أجوف، لايقدم ولا يؤخر. 
عندما تكتشف الشلة ان أنيس بارع فى الجوزة وبحوزته قطعة من الحشيش الممتاز، فعينوه وزيرا للمملكة لشئون الكيف.    
جاء رجب للعوامة بآخر ضحاياه، الزوجه الخائنة لزوجها الخائن سنية ألماظية (نعمت مختار) التى تبحث عن سبب لتخون به زوجها، وسلمها إلى علي السيد يدًا بيد، ليبحث عن غيرها. 
وكانت ضالته ليلى زيدان (سهير رمزى)، المترجمة بشركة بترول مقابل 17 جنيه شهريًا، وتصرف على أخوتها الثمانية وأمها (قدرية كامل) بإستغلال عشاقها، وقد سلمها إلى خالد عزوز.  
أثناء أداء رجب لفيلمه الأخير (الطشت قال لى)، قابل بعض المعجبات، انتقى منهن المعجبه ثناء (ميرفت أمين)، الطالبة بكلية الآداب، وهى من الجيل الضائع، بلا ثقافة، ولا تربية،  حيث طلبت منه أن يعلمها التمثيل، فإصطحبها إلى منزله، ولما إعتذرت له بأنها مازالت بكرًا، اصطحبها إلى العوامة.  
كان أنيس يراقب كل مايحدث فى صمت، متفرغًا للجوزة.  
اصطحب رجب كل أعضاء العوامة في سيارته إحتفالا بعيد الهجرة بمنطقة سقارة، وفى طريق العودة صدموا فلاحة (زيزي فريد) فماتت، وهربوا جميعًا متناسين ماحدث، واستمروا فى اللامبالاة.      
سمارة (ماجدة الخطيب) صحافية شابة كتبت مقالًا عن إسفاف رجب القاضي  وسلمته لرئيسها علي السيد الذي نصحها بمعرفة رجب عن قرب، وإصطحبها إلى العوامة.
قررت سماره كتابة تحقيق عن الذين يهربون من الواقع ليعيشوا فى الخيال بإستخدام المخدرات،و كررت زيارتها للعوامة واهتم بها رجب لتكون ضحيته الجديدة، وخافت منها ثناء فسلمت نفسها لرجب. 
سقطت النوتة الصحفية الخاصة بسمارة، وإلتقطها أنيس، وقرأ ما فيها وأعاد على الجميع رأى سمارة فيهم، وكان رأيها فى أنيس أنه نصف مجنون ونصف ميت. عرضت سمارة على الجميع زيارة الجبهة وجنودها  البواسل فذهب معها انيس وشاهد الدمارالذي لحق بمدن القناة، وفاق وندم على غيبوبته، وتذكر الفلاحة التي ماتت، وعندما عاد للعوامة، حاول ومعه سماره أن يحث الجميع على إيقاظ ضمائرهم، وقال لهم: " الفلاحة ماتت، ولازم نسلم نفسنا "، ورقص الجميع وطردوا أنيس  الذى خرج ومعه سمارة وقام عم عبده (احمد الجزيرى) غفير العوامة بفك سلاسلها لتنطلق في النيل بمن فيها، وهم لاهين دليلًا على ضياعهم، وأنطلق انيس بين الجموع يصيح فيهم " فوقوا فوقوا ". الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا"

ثانيا الرؤية الابداعيه الخاصه بقصه الفليم تتمثل في الاتي: 


لو عدنا لمشاهدة  الفليم بعين الناقد او المشاهد الذي يتمتع بفن مشاهدة الافلام او حتي المشاهد العادي نلاحظ الاتي: 

• نري ان عماد حمدى  القائم بدور الموظف الحكومي عندما ينفرد بنفسه فهو يتحدث بصوت الحق ويغلط ويحق نفسه والجميع من معارفه بدايه من زمايله في العمل الي اصدقائه الحشاشين في العوامه. ولكنه عندما يجتمع معهم في الشرب والرزيله وفي قاعدة الباطل يصمت تماماً ولا يفتح فمه فحين يعلو صوت الباطل المتمثل في اصدقائه في العوامه الحشاشين والزناة و و الي اخره  . 
وهنا نفهم انا صوت الباطل يخرس صوت الحق في الدنيا
ونأتي إلي اخر مشهد في الفيلم عندما يطرد عماد حمدى من العوامه إثر كلمه الحق في تلك الحادثة التي ماتت فيها الفلاحه البرئيه والتي هي رمز حي ل'كلمه الحق الذي يخرسها الباطل بقوة تابعيه'. يقوم حارس العوامه بفك العوامه من مرساها حيث تسبح مع التيار ويمشي عماد حمدى متمثلا في'كلمه الحق' في اتجاه  معاكس وهو يصرخ قائلا''فوقوا فوقوا الفلاحه ماتت ولازم نسلم نفسا' ويجتمع الناس في الشوارع حوله في مظهر يدل علي انه مجنون فحين تنظر إليه'ماجده الخطيب' متمثله في'عين الصحافه' وهي تبتسم ابتسامه فيها شئ من المرارة  في انتظار ان يكون هناك امل من يعلو صوت الحق. 

اذن تظهر لنا عده صور ابداعيه رائعه تظهر مقوله ان 'الحق  هو اللي راكب والباطل هو اللي ماشي'.


او برؤية اخري :


في أجواء مُعبقة بدخان الجوزة ورائحة الحشيش تجد خلاصات الحكمة المطلقة تتناثر في الهواء هائمةً دون معنى أو سبب حتى لقولها.. هي فقط ثرثرة
شخوص الفيلم الذين عملوا كمكونات رئيسية للمجتمع في تلك الفترة، فنجد المحامي الفاسد، والصحفي المتملق، والزوجة الخائنة و الأخرى الباحثة عن الشهرة مهما كلفها الوصول لمبتغاها من تنازلات ، ورجب الممثل الذي تنازل عن موهبته المسرحية الجادة في سبيل السينما الملوّنة والتجارية صاحبة اللا قيمة واللا معنى.
يرى البعض أن المقصود بالعوامة أنها مصر التي باتت بلا ثوابت أو روابط، بل صارت كيان تتقاذفه الظروف وعوامل الطبيعة بشكلٍ متطرف، حاملةً فوقها كل من فقدوا تلك الثوابت والقيم والروابط، مما سيودي بهم في النهاية إلى التهلكة
ينتهي الفيلم بنهاية حادة وصادمة بجانب عبقريتها، حيث يفصل عم عبده (حارس العوامة) العوامة بعد خروج أنيس وسمارة، عن اليابس، لتُبحر بذلك دون وجهة محددة ودون هدفٍ واضح، تاركةً نفسها لكافة المؤثرات والعوامل الخارجية التي من شأنها اقتيادها، حاملةً فوقها قاطنيها الغارقين في العبث وشئون الكيف، غير مدركين أن العوامة تبحر بهم نحو المجهول.. وربما لا يزالون غير مدركين ذلك






Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne