هو أحد هامات الإبداع الدرامى ، والذى استطاع خلال فترة وجيزة ان يرسي دعائم شخصيته الدرامية ، فكان دائما قبلة صناع الدراما فى الأعمال التلفزيونيه المعقده و التى تتطلب كاريزما ادائيه خاصه ...
لقد استطاع صلاح السعدنى ، أن يصنع لنفسه مكانة رائده وسط عمالقة وأساطير الدراما خلال رحلة فنيه، رصد خلالها باقة من ألمع واعظم كلاسيكيات الدراما....
ان القارئ الجيد لتاريخ " عمده الدراما " وهو اللقب الذى حجزه السعدني لنفسه جراء عظم الإبداع الذى أصله فى العديد من الشواهد الدرامية الراقيه ، فمن منا يغفل دوره العظيم فى " ليالى الخلميه" و التى استطاع فى أجزائها الخمس ان يؤصل شخصية العمده " سليمان غانم " فى إطارا راقيا غلفه بطابعا كوميديا خالصا ، فخلق لنفسه من خلال عظم أدائه مساحه يبرح فيها ندا مع المخضرم العظيم " يحى الفخرانى " ..
ثم تأخذنا رياح الحنين إلى الماضى بحثا عن ترنيمات الإبداع السعدنى فنلمس ثناياها فى " حصاد الشر " ودوره الرائع فى شخصيه "العمده جعفر" ضعيف الشخصيه امام صديقه الفاسد " غريب " والذى جسد دوره المبدع " حسين فهمى " ، فكانت بشائر الأمل فى نجومية مبكره..
واستمرارا لذات النهج الابداعى واصل صلاح السعدنى تميزه الادائى ، ليكون على موعد جديد مع التألق الدرامى في شخصية "حسن النعماني" بمسلسل "أرابيسك" والتي صاغ احداثها " أسامة أنور عكاشة"؛ و التى استطاع من خلالها السعدنى ، أن يخلق مفهوما جديدا لفكرة الزعامه والقياده داخل أروقة الحاره المصريه ..
وتتوالى الأعمال الدرامية ؛ ويستمر نهج الإبداع السعدنى ، وإذ به يؤصل مفهوما جديدا لفكرة القياده والوحدة بين الفصيل الواحد من أبناء العائلة المصريه ، وضرورة الوحده امام قوى الشر والطغيان ، وهو ما بدا جليا فى رائعته " الناس فى كفر عسكر " ، والذى استطاع من خلالها الرصد لمفهوم الترابط الأسرى المتين داخل القرية المصريه ، وأن الحفاظ على الأرض هو تأصيلا لمفهوم الهويه....
رحلة طويلة شاقه ساسها وارسي دعائمها عمده الدراما المصريه " صلاح السعدنى، استحق من خلالها أن يوضع اسمه وسط رواد وأساطير سطرت تاريخ الدراما...
حفظ الله النجم القدير " صلاح السعدنى"؛ ومتعه بوافر الصحه والسعادة..