من ثقافة الدرجات لثقافة التعليم

0
وزير التعليم: التجربة الأولى لامتحان التعليم الثانوي إنتقال من ثقافة الدرجات إلى ثقافة التعلم
آميرة السمان


قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الوزارة حرصت على أن تخاطب ابنائها في الصف الأول الثانوي قبل أن يخوضوا التجربة الأولى في نظام التعليم الثانوي المعدل وحرصنا أيضاً أن نقول "احنا سامعنكوا وبنطمئنكوا" لأن هذا ليس "إمتحان" بالمعنى الكلاسيكي القديم وإنما هو "تدريب حي" في نفس ظروف الإمتحان التقليدي بينما لا نحتسب درجاته في النجاح أو الرسوب ولا نحتسبها في المجموع التراكمي المؤهل للإلتحاق بالتعليم الجامعي.
وأكد "شوقي"، أن بالرغم من أن هذه أول مرة في التعليم المصري يكون هناك تدريب مثل هذا بلا درجات وكذلك أول مرة يكون هناك تطبيق لفكرة "الكتاب المفتوح" إلا أن الأسئلة ما تزال تنهال علينا لتعكس المشكلة الحقيقية وهي حالة المخاض التي نشهدها ونحن ننتقل من الثقافة القديمة التي رسخت في أذهان اولادنا أن الإمتحان هو "سباق درجات" إلى ما نصبو إليه وهو أن الهدف من التعليم هو "التعلم" وليس الدرجات وحدها.
وأضاف: نحاول أن تعكس الدرجات "مستوى التعلم الحقيقي" وفهم العلوم المختلفة وليس مستوى الحفظ أو القدرة على نقل المعلومة "وإذا أدركنا الهدف لن نحتاج لكل هذه الأسئلة". نحن نعلم أن هذا التغيير الثقافي هو لب التغيير الحقيقي وليس التابلت أو المحتوى الرقمي وحدهم كما ظن البعض.
وتابع: دعوني أحاول الرد على بعض الأسئلة المتداولة رغم التأكيد على "أننا نصعب الأمور على أنفسنا أكثر من اللازم" في ضوء أن هذا "تدريب" لا يحتاج لهذه الحالة من التوتر على الإطلاق. كل ما يحتاجه الطالب هو أن يتعرف على طبيعة الأسئلة الجديدة وعلى قدرته الحقيقية على التعامل معها ثم أن يستنتج طريقة المذاكرة المناسبة في المستقبل بناءً على هذه التجربة.
١) هل ندخل الإمتحان النهائي إذا لم ندخل الإمتحان التجريبي؟
الإجابة "نعم" ولكن عدم دخول هذا الإمتحان والتالي له في شهر مارس ليس في مصلحة الطالب كما ذكرنا أعلاه وهو "الخاسر الوحيد" ويكون مسؤولاً عن إختياره (أو تقصيره في هذه الحالة)
٢) بعض المجموعات تنوي ترك الورقة بيضاء. ماذا تفعلون معها؟
لا شيء! هم الخاسرون كما ذكرنا سابقاً. التدريب الحالي والتالي في شهر مارس عبارة عن "مساعدة للطلاب" أن يتعرفوا على التقييم الجديد ويتمكنوا من تقرير طريقة التحضير المستقبلية إستعداداً للسنوات القادمة. إذا تركوا الورقة بيضاء أو لم يحضروا فهم يعاقبون أنفسهم فقط.
٣) بعض الطلبة قرروا أن لا يذاكروا طالما الإمتحان بلا درجات؟
هذا التصرف هو المشكلة الحقيقية والمرض الأصلي الذي نحاول معالجته ويتلخص في فكرة أن الإمتحان يهدف إلى الدرجة. نقول لهم أن هذا تصرف خطأ ولن يساعدهم في النظام الجديد. على كل طالب أن يذاكر كي "يفهم" الموضوع وهو ما سنحاول قياسه في المرحلة القادمة وهذه التدريبات مصممة لإعطاء أكثر من فرصة للطلاب للإنتقال إلى "ثقافة الفهم المؤدي إلى الدرجات" وليس الحفظ أو النقش أو الغش.
٤) بعض الطلبة كتبوا داخل الكتب فهل ندخل بها هذا الإمتحان؟
الإجابة "نعم" ولكن لو فهمنا حقاً هدف التغيير لما سألنا هذا السؤال في المقام الأول! الفكرة ليست نقل الإجابة من الكتاب إلى الورقة. فكرة الكتاب المفتوح أن الطالب لا يرهق نفسه بحفظ معادلات رياضية صماء أو مسميات متعددة ولكن عليه أن يتأكد من الفهم العميق للموضوعات. الأسئلة تركز على قياس الفهم ولن تكون اجابتها في الكتاب مباشرةً. محاولة كتابة "براشيم" في الكتاب هي الثقافة القديمة البعيدة عن التعلم والتي تعتبر الإمتحان هو محاولة للحصول على درجة لا تعبر عن الفهم وهو ما نريد تغييره.
واختتم وزير التربية والتعليم، أخيراً، لا يوجد أي شيء يدعو للتوتر. دعونا نحاول معاً أن نستفيد من التجربة وأن ننتقل سوياً لتعلم حقيقي يفيدنا في بناء مستقبل أفضل.
التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)