والكريم النامى لاصل كريم
حسن فى العيون يزداد حسنا
بهذه الترنيمات الشعريه التى شدا بها" البحترى " ، ابدأ سطورى عن نجم عظيم هو فخر الدراما العربيه ودنجوان فترة التسعينات ؛ الذى تعلم العشاق منه أبجديات الحب والشهامة فى البحار مندى ، وتعاطف معه المشاهدين فى ذئاب الجبل ، وأبكى الجميع فى الفرسان ، ورسخ قيم التضحيه والبطوله فى سوق العصر ؛ فأستحق عن جدارة لقب " فارس الدراما العربيه " .. عن المبدع العظيم النجم " احمد عبد العزيز " أسرد سطورى..
هو ذلك الهرم الدرامى الشامخ ، والذى حفر اسمه بحروف من نور لسنوات طويله ، تبوأ فيها عرش الريادة للدراما المصريه والعربيه ، استطاع من خلالها ترسيخ اسمه فى ذاكرة ووجدان الملايين من المشاهدين حتى كادت الشوارع تخلو من الماره أثناء عرض مسلسلاته ، فظل أكثر من ثلاثين عاما نجم مصر الأول بلا منازع..
لقد استطاع احمد عبد العزيز ان يسطر تاريخ الدراما فى عصرها الذهبى ، بفضل تاريخه المشرف المشرق وحنكته الابداعيه الادائيه التى تميز بها مذهبه الخاص ، فكان لنظراته الثاقبه وضحكاته الصافيه وتمكنه الرائع من لغته، عظيم الأثر فى تبوأه عرش الدراما العربيه عن جداره كملكا متوجا لها..
ان القارئ الجيد للدراما العربيه يعنى تماما القيمه الابداعيه الفنيه لاحمد عبد العزيز فى تأصيل تاريخ الدراما العربيه، فهو كالذهب الذى كلما مر الوقت عليه إزداد بريقا ، فمن منا يغفل أدواره العظيمه التى اثرت تاريخ الدراما، فكانت ولازالت أهم وأبرز العلامات المضيئة فى تاريخها ، ولنا فى ذلك دلالات مثل ( المال و البنون ؛ ذئاب الجبل ؛ الوسيه ؛ الفرسان ؛ من الذى لا يحب فاطمه ؛ سوق العصر .. )وغيرها من درر وجواهر الدراما الراقيه .
و يحضرنى فى هذا المقام ؛ وانا اسطر تلك الكلمات فى حق أعظم وافضل من أنجبت الدراما العربيه ، ان اشير الى عظم أخلاقه واصالته حين تتحول الرياده الى قمة التواضع....
تلك الكلمات التى حضرتنى افكارها وانا اشاهد حلقات اعظم مسلسل قدمتة الدراما العربية " ذئاب الجبل " ، المسلسل الذى احدث طفرة وضجيجا هائلا عند عرضة للمرة الاولى عام 1993 ،وذلك جراء ماصاحبة من اثارة وتشويق فى كافة حلقاتة ، حتى بدأت اجزم يقينا انة يحتل المرتبة الاولى فى تاريخ الدراما العربية من حيث نسبة المشاهدة ؛ ويحضرنى فى هذا المقام مشهد شاهدتة بنفسي فى احدى قرى محافظة الشرقية ؛ انة اثناء عرض المسلسل للمرة الاولى توفى احد الاشخاص فنادى البعض على صلاة الجنازة فى الميكروفون وانها ستكون عقب مسلسل ذئاب الجبل ، وحين سألت احد المارة عن السبب ، اخطرنى لان اغلب سكان القرية يلتفون حول التلفاز عند عرض المسلسل ولايتركونة الا بانتهاء المسلسل مهما كانت الاسباب ، وطبعا حضور الجنازة يستلزم اكبر عدد من اهلةالقرية ....فتأكدت تماما ان نظرتى كانت ثاقبة حين اجزمت يقينا بريادة المسلسل للدراما العربية ..
بيدانه لاعجب فيما سبق فكيف لايحتل المسلسل الريادة والقمة وهو يحوى كادرا وطاقما رائعا من عمالقة الدراما، من منا يغفل تألق الراحل العظيم " عبد اللة غيث " الذى رغم قساوة دورة الا انة اضفى حلاوة وطابعا كوميديا خفف من وطأة وقسوة الدور ، ثم نتامل قليلا دور النجم " احمد ماهر " نجد كيف استطاع ان ينقل الى المشاهد التغير التام فى مضمون القوة والحنو فى ان واحد ، ثم نقف اجلالا واحتراما وتقديرا لرائد وملك الدراما العربية بلا منازع استاذى المبدع العظيم " احمد عبد العزيز " الذى استطاع بعبقريتة الدائمة فى احداث نقطة تحول تام فى عرض الشخصية من الصعيدى الذى تغلبة عوامل العصبية رغم تعلمة فى الجامعة الى شخص اخر تميز برجاحة العقل والحنو وتغير تام فى افكارة .
حقيقة لقد اثارت دهشتى فى المسلسل فكرة ما ، اكدت لى يقينا عظمة هذا الهرم الدرامى "احمد عبد العزيز" وانة لم يتبوأ مكان الريادة والصدارة للدراما العربية من فراغ ؛ الا وهو " تواضع هذا النجم الكبير " فرغم انة كان البطل الاول للمسلسل ومحور الاحداث الرئيسى فيها الا انة ابى ان يكون فى مقدمة التتر وكانت المقدمة لللعظيم" عبد اللة غيث " ؛ لم يقف الامر عند ذلك فحسب بل تلتة ايضا " سماح انور " ..وعلى الرغم من انة بطل المسلسل الاول كتب اسمة فى الحلقة الاولى خلف اسم " سماح انور " ثم ياتى بعدة " شريف منير " ، لكن سرعان ماذاد اندهاشى وحفيظتى غى الحلقة الثانية اذ باسم "شريف منير" يزج الى جوار اسم نجمنا المبدع فى صورة واحدة ....اليس هذا دليل تام على تواضع استاذنا رغم نجوميتة الطاغية فى هذا التوقيت ان يقبل بدخول اسم "شريف منير " الى جوارة فى مونتاج باقى الحلقات .....
انة وبحق فنان واع ومدرك تماما الى ان شخصية الفنان وابداعة ليس مجرد اسم يوضع فى بداية تتر مسلسل لان الجمهور المتذوق للفن حقيقة يدرك قيمة الفنان الحقيقى بعملة وابداعة ....
فى النهاية ؛ تحية خالصة منى لملك ملوك الدراما العربية ورائدها الاول المبدع المتواضع " احمد عبد العزيز "، الذى كان ولازال من كبار فرسان الدراما الراقيه المحترمه ، فلم يقدم مطلقا طيله حياته الفنيه مايخجل منه ، بل كان دائما رائدا وقدوه ومثل عظيم يحتذى به....