بقلم الحفيدة/ منال سناء
☕فنجان قهوة مــــــع ديدة☕
زرت ديدة اليوم وجدتها حزينة وبشدة وتشعر بغصة في القلب و جهزت فنجان صغير جداً ضيق أوي... شربت الفنجان على مرة واحدة..قرأت ديدة الاستغراب في عيني وسمعت التساؤل بداخلي..
وقبل أن أنطق بكلمة قالت: البن كثير ويوجد فناجين أكبر من هذا.... ولكن المكيال هذا مقصود و ضيق الفنجان يحكي عن حالنا ويروي واقع مرير أصبحنا وأمسينا عليه ونعيش فيه.
بالأمس عرفت خبر مأساوي عن أعز أختان كانوا عشرة عمري والونيس و الجليس....
كنا ثلاثة أنا و (سعاد ونوال)
سعاد ونوال توأم كانتا يشعران بنفس الألم وتنقسم الدمعة بينهما ويطيرا سويا من الفرح...يقتسموا كل شىء
ربنا يسامح من فرق القلوب وغير النفوس.
خير يا ديدة.... سأحكي ما حدث
علمت أن سارة ابنة سعاد الصغيرة تمت خطبتها هذا خبر جميل يا ديدة. فعلا يا حفيدتى ولكن الخطوبة تمت علي الضيق...
قلت: فين المشكلة في كده. قالت ديدة: المُحزن بنات "سعاد" كانوا السبب في اقناع أمهم أن الحفل يكون علي الضيق ويقتصر علي أصاحبهم ولا تعزم قريب ولا صديق ولا جيران و يكتفوا بالبنات صاحبتهم عشان يرقصوا و يغنوا بحرية. قلت: حقهم وايه اللي يزعل في كده؟؟. اتنهتدت ديدة تنهيدة موجعة ماهو اللي يحزن أقنعوا أمهم بلاش تعرف خالتهم اللي هي_ توأمها_ وتبقى تقول: بعدين.
لازم نراعي مشاعر خالتو بناتها كبروا ولا واحدة منهم اتجوزت ولا حتى مشروع خطوبة كده هانكد عليهم
ويمكن يحسدونا. خضعت الأم لإلحاح البنات ولم تخبر سعاد أختها التوأم نوال ولأول مرة لم يقتسما الفرحة. وتمت المناسبة ولم تعلم بها نوال.... قلت أنا طب الحمدالله.
يا حفيدتي.......اصبري الخيبة جاية العروسة وضعت صورتها علي صفحتها على الفيسبوك وهي تشعر بالفرح وتشكر كل اللي شاركها فرحتها وهي ترتدى فستان الخطوبة وتمسك بالبوكيه المليء بالوردات و طبعا رأت الصورة بنات نوال خالتها و اسرعوا نحو أمهم وأخبروها بالصورة ... استغربت نوال وقالت: وهي تضحك سارة عسولة و غاوية هزار أكيد صورة ليها في فرح أخت من أخوتها وقامت بعفوية واتصلت بأختها سعاد توأمها وقالت لها: سارة بنتك بتهزر هزار سخيف وهتوقف حالها وحكيت لأختها عن فعل سارة.
استغربوا بنات نوال من صمت أمهم الطويل والدموع الكثيفة وأغلقت السماعة وسقطت في الحال.. وبعد يومين سارة رأت علي الفيسبوك خبر علي صفحات بنات خالتها نوال التي تغيرت صورهم إلى برواز أسود ومكتوب نشعر بالحزن....
(انا لله وانا إليه راجعون)
توفت أمنا الغالية السيدة نوال الشريف والعزاء يوم(....)الساعة(....)المكان(....)
بكت و اسرعت لامها تُخبرها عما رأت وقرأت وقعت سعاد في الأرض من الصدمة وهي لا تصدق الخبر وحاولت الاتصال ب أختها نوال ولكنها غير متاحة ايقنت وقتها أن توأمها رحلت وتركتها وحيدة...
ذهبت سعاد إلى بنات نوال تبكي معاتبة إياهم لماذا أخفوا خبر الوفاة عليها .
قالوا: خالتنا فرحكم كان على الضيق وحزننا أيضا على الضيق والعزاء لنا فقط.
أرأيت....يا حفيدتى كله أصبح يشعر علي الضيق شىء مُحزن و مُخزي.
صغار تحكموا في عقول الكبار.. فخسروا الكبار
وكبار قصروا في تربية الصغار...فضاعوا الصغار...
هو الفرح يكون فرح من غير زغرودة ترن في بيتنا و تلم حارتنا.
هو الحزن يكون حزن من غير ما أحبابنا يوزعوا قهوتنا وصواني جيرانا تواسينا وصوتهم يقوينا...
ليه على الضيق.... هو احنا ازي بقينا كده
الضيق في النفوس ولما هي أصبحت على الضيق ليه ننشرها علي الواسع.
كل واحد فينا ضيقها علي نفسه وقفل دائرته عليه وبيلف فيها لوحده.
لا الفرح أصبح فرح ولا حتى الحزن زي زمان كله مزيف.
وزعلانين ان رزقنا ضيق ما كله أصبح ضيق ليه عايزين الرزق واسع.
وتركت ديدة وهي جالسة في مكانها وتنظر إلى برواز صورة فرح حفيدتها وبتقول: الله صورة الفرح الجماعية صـورة مُعــبرة ولمتنا كلنا جميلة أوي ينبعث منها الدفء والمودة؛ وجو الألفة. فيها الفرحة طالة من قلوبنا وظاهرة علي عيونا..
فكرتها حلوة أوي، وجمعت كل الأجيال.
البنت ( فرح ) كان عندها حـــق في إصرارها علي عمل الفرح في حديقة الفيلا هنا... البيت الأصيل والعتيق.
التسميات :
مقالات عامه