☕فنجان قهوة مع ديدة☕
فنجان اليوم شكله غامق وكل تلقيمة بمرارة.
فيه وجهات النظر المختلفة وكل رأي له احترامه، وأدواته المقنعة؛فنجان مُحير دَعونا نقرأ ما نقش البن داخل الفنجان ذهبت الحفيدة "يارا" مع ديدة للطبيب؛ طوال الطريق تحاول "يارا"عرض وجهة نظرها، وتشرح فكرة إنها رافضة للزواج من أجل إسعاد أمها؛ و اسكات ألسنة الناس، وابعاد لقب سخيف_عانس_الفوز بلقب(زوجة) ويتَغير اسمها من"يارا" إلى حرم "فلان".
وإن الزواج من غير اقتناع ليس مكسب
..... و......و......
وطرحت سؤال على ديدة؟؟*هل من المعقول إرضاء الجميع علي حساب نفسي؟*
حفيدتى/من طلب هذا منك؟ هذا حق لكي.
لكن الزواج مُهم لكل بنت حتى لو كانت حاصلة علي أعلى الشهادات. يا حفيدتي يا حبيبتي شوفي كل البنات اللي نشفت دماغها نتيجة التنشيف إيه _ خسارة وندامة، وأيضا وحدة_ "يارا" لا تسمعي كلام "خالتك" هي طول عمرها دماغها ناشفة....فكري كويس قبل إتخاذ أي قرار
ديدة..(مامي) من أول يوم ولادتي، وهي تحلم بتلك الصورة؛ وضعت لي برواز فارغ على الحائط؛ تنتظر وضع صورة زفافي، وآخر لتضع صورة(الحفيد)...
يارا.... أمك تضع براويز بأهم مراحل في حياتك من أول صورة ميلادك إلي صورة حفل التخرج؛ أنتي فرحة عُمرها، وكل أم عندما تُرزق بابنة؛ تجديها عند شراء فستان السبوع تحلم بيوم شراء فستان الزفاف الأبيض، والتاج؛ هذا حق،أمنية مشروعة.
أعلم هذا...لكن أين حقي في الاختيار؟ ليس حب فقط بل استمرار، وتقديس؛ ومشاركة؛ وتحمل و تفاني...يا ديدة
حال مجتمعنا ونظرته الضيقــــة للزواج. يجعل البنت في حيــرة من أمرها،ويدفع بها للسير في طريق مسدود؛ ومصير مجهـــــــــول. لن أسمح أن أكون صورة داخل برواز بشَريطة سوداء. انا لست عازفة عن الزواج؛ولا أرغب في قضاء الحياة بمفردي؛ لكن لن أتزوج حتى أجد من يناسبني.
(لا يناسبني إلا من يماثلني).
يا ديدة" روان" صديقتي نظرا لتأخرها في الزواج، ومع زن أمها قررت أن تتزوج بأول شخص يطرق بابها،وكان...ما كان...تزوجت...._زوج والسلام_...وإليكي نموذج أخر زميلتي في العمل كانت مرتبطة لأستاذ في الجامعة ما يقرب من (خمس سنوات) قررت تركه بسبب الظروف الصعبة؛ ثم إرتبطت بشاب غير مُتعلم لأنه يستطيع تلبية احتياجاتها وطموحها.
قلت لها: انتي متميزة،و تحملِ شهادة تعبتِ سنين طويلة لكي تكوني الدكتورة.
رددت وقالت: هل أترك تميزي يقودني "للعنوسة" أحيانًا التخلي عن التميز أفضل.قلت لها:"هل كل المتميزات يقودهن التميز إلى العنوسة"؟ قالت: الوحدة قاسية....وليس لدي قدرة لتحمل وحدة أو نظرة تقول" يا حرام عانس..وهمست وقالت: بما أنني فتاة أعيش في مجتمع شرقي؛ وأخاف من أن يفوتني قطار الزواج, ولن أصمد كثيرا أمام إلحاح أمي. سأقبل بالزواج من إنسان حتى لو كان أدنى مني تعليماً.
يجوز أعيش كل لحظات حياتي بفرح.. وبصدق.. مع هذا الشاب.. لما الحكم علي زواجي منه بالفشل. أيفشل زواج متعلمة وذو مكانة مرموقة من زوج غير متعلم تعليم عالي ويعمل بأي وظيفة حرفية؟
وتضيف: أعرف بأنها ليست حياة زوجية صحيحة.. ولكن ما الحل؟ أخاف من أن استمر بالتفكير بعقلي، وبالزواج الرومانسي فيفوتني القطار..
قد يكون ملاذي الأخيـــــر, وملجئي ولما لا هكذا خيــــر من اللجوء للوحدة..... صمتت "يارا" عندما وقعت نظراتها علي هذا الجالس الذي يتحدث في المحمول ويقول:لم يأتي دورها بعد؛رجل مسن تجاوز عمره ال80 عاما جالس منتظر دور زوجته وهي في السيارة منتظرة لانها مش قادره تقعد علي الكرسي؛سمعت الممرضة بتقوله: ياحاج ليه تعبت نفسك أنا شايفة أولادك معاها...رد وقال: ازاي تهون عليا تيجى من غيري وتمشي المشوار ده لوحدها من غير ما أمسك ايدها و تتعكز عليَّ؛ وتطمئن من نظرة عيني؛ و تسمع دقات قلبي؛ بتقول: سلامتك يا غالية...يا عِشرة الأيام و اللحظات...ده أبسط حق...أهمس في أُذنِها جميلتي أنتي مازلتِ في عيني كما أنتي؛ وكأن الأيام توقفت عند هذا اليوم.
التفتت "يارا إلى ديدة"....من أجل هذا اليوم الذي يرحل فيه كل شىء إلا شىء واحد يبقى هو"المودة والرحمة" ليه ممكن أرتبط لمجرد الارتباط؛ ليه خايفين إن القطار يفوتني؛ أنتم مش واخدين بالكم أنه ممكن يدوسني لو اختارت خطأ
أنا متفهمة أني تجاوزت"الثلاثين"و إن فرص الاقبال عليَّ قلت.
أرحب بأن يظل البرواز فارغ خير من أن يجلس داخله شخص فارغ لايملئ الفراغ
قالت ديدة:أتمنى قبل أن تقريري يكون في اعتبارك، وأمام عيناكِ أمك؛ ونفسك في الغد.
الوحدة قاسية، وأخشى عليكي من كثرة الضغوط؛وأخشى أن تكوني تبحثين علي المفقود، تجري وراء سراب؛ وراء نموذج قديم؛قد تجدي هذا النموذج؛ ويجوز لا
"ديدة"الحب والرعاية والاهتمام صالحة لكل الأزمنة؛ وهذا النموذج ندر، ولكن مع البحث...سأجده .....
قالت: ديدة أتمنى، وأدعو لكي ب لقائه...
قالت: يارا وإن لم أجده أيرضيكم أكون صورة في برواز علي الحائط....
التسميات :
مقالات عامه