لقائنا قدر |
يا حبيبي كل شيئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء
أميرة السمان |
من هنا تشدو سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، باروع ما قدمت .. ولكن استوقفتني قصة فتاة كان قدرها غريب منذ أن بدأت عليها ملامح الدنيا تتخبط يمينا ويسارا تتلاطم كالسفينة بين الأمواج وكل لطمة تزيدها قوة إلي أن استنفذت كل الفرص وأصبحت حطام ورماد من نار الدنيا وفجأة بين يوم وليلة ظهر لها من بين جمع كبير يرحب بها هي فقط منذ الوهلة الأولي وهو إليها في انجذاب يريد أن يتعرف عليها فهي ورغم ابتساماتها وضحكاتها تتوسطهم حالة حزن فهناك شيء غامض بها ، غامضة الي حد كبير لم تحكي ولا تبوح بشيء، هناك افكار كثيرة فهي تبتسم تارة وتضحك إلي درجة الهستيريا تارة أخرى، ولكن ما باليد حيلة، وهو في نفسه دائم الصراع بين القرب والبعد يريد أن يتعرف عليها ويحل لغز غموضها يردد دائما.. ماذا عساي ان افعل حتي اتسلق أسوارها العالية التي التي تخفي وتخبئ ورائها حكاية ليست بعادية ولا بسيطة إنما وبرغم الابتسامات الا وهناك شيء خفي تحاول هي بكل جهد لها إخفائه عن من حولها تشعر هي بالخوف تجاههم ، قرأت كل ذلك في نظرتها عند السلام فكلماتنا كانت قليلة الا ورأيت الكثير وشعرت برغبة جامحة حتي اقوم بتسلق أسوارها والوصول لحل لغز تلك الفتاة ولكن... تزداد الأسوار في البناء وانا ارغب وبشدة في تحطيم هذه الحواجز حتي اري ما بداخلها فهي لم تسمح لأي شخص للتقرب منها .
رايتها مرتين وفيهم كانت مختلفة عن كل مرة اري أسرار كثيرة ولكن ماذا عساي أن افعل كي اقترب منها وهي لابوابها تضغط بكل قوتها حتي لا يظهر عليها الحزن..
الي ان حانت اللحظة التي قررت فيها أن اتحدث معها واقول لها انني كثيرا تمنيت أن افسر قربي منكي واعرف عنكي الكثير وهل متبادل شعوري .. ولكن هل ستسمحين باقترابي اليكي .. هل هناك شيء متبادل ، ام انا واهم إلي درجة كبيرة، تمنيت أن ابدل نظرة الحزن بين عينيكي واضمك الي ان تشفي منه وتتخلصي من ماضيكي ففي لمحتي لكي علمت انكي ورغم قوتك التي تظهرينها الا وبداخلك عواصف ودوامات فهذا ظاهر بدرجة كبيرة وانا كطائر الشوق الذي يرفرف حول عش جديد يريد أن يستقر فيه حتي يجعل للحياة قيمة معكي .. ولكن اراكي تخشينني ولا تثقي بأي شيء حولك أهل هذه تجربة قوية في احزانها كي تجعلك لا تثقي بأي أحد حولك ام ماذا، يجعل منكي عجوز ذات المائة عام تسير وظهرها مثقل بالهموم ، وماذا بكي ، اهل تريدين أن استمع الي حكايتك التي تخفيها وراء جدار الابتسام ،وهل سيكون لي نصيب معكي في يوما ما، ام ستنطوي صفحتنا قبل أن تبدأ في يومنا هذا .
واقتربت منها وتحدثت إليها وترددت في لقائها بعيد عن عيون البشر التي تخشاهم ولكنها لعدة مرات ترفض فهي لم ترفضني لشخصي ولكن هي ترفض اقتراب اي شخص منها فهي محطمة إلي درجة العذاب الذي اشعر به كلما رفضتني ولكن اخيرا سلمت بالأمر الواقع وهمست إليا بكلمات بسيطة اتريد أن تستمع الي حكاية من حكايات الدراما... اتريد .. ولكن ماذا ستفعل بعد ذلك.. سنظل اصدقاء، وكان ردي بلهفة علي كلامها نعم فانا مستعد أن أعلم كل شيء عنكي ، وماذا تخفين وراء ابتساماتك فانا قرأت كل شيء في اهاتك المكتومة وما هو السر ورأها وماذا وماذا وماذا... استفهامات كثيرة بداخلي وياليت الايام تسير بسرعة البرق كي نلتقي.
وحان اللقاء في الميعاد والوقت الذي اخترته انا رايتها تقترب من بعيد تعرفت عليها رغم مرور فترة طويلة على لقائنا الاول ولكنها هي كما هي إلا وأنها اضعف من ذي قبل بكثير هي ليست كما هي ذات الوجه المشرق رايتها نحيفة هزيلة، رأيت الضعف فيها، واحترقت انا واحترت واحتار تفكيري الي درجة انني كثيرا كدت اعنفها بالكلمات واللكمات لماذا وصلتي الي هذة الدرجة لماذا فعلتي في نفسك هكذا هل هذه انتي الشخصية القوية التي تأمر وتنهي في عملها تشكل من حولها علي أصابعها كل بأمر فتكات اوامرك طول الوقت متحركة لم تكوني ثابتة في مكان تترددي علي جميع العاملين معكي ولكن.. استوقفني عذابك وما مررتي به وتسالت لماذا التقينا ولماذا أصبح حاضرنا ذكري ياليت الصبر كل الصبر يجتمع الان حتي استطيع أن أواصل السير واتعرف عليكي اكثر فأكثر.
واستقرينا في مكان يحتوي علي الخضرة والمياه امام البحر كما تلقبه هي.. تضحك ولكن ضحكتها بها شيء خفي، استجمعت قواي كل قوايا وسألتها ماذا تخفين ولماذا تخافين مني رغم أنني شعرت بنفس الخوف نحوك ولكن هذا الخوف كان لأنك دخلتي حياتي في لمح البصر فجأة بدون سابق إنذار وحقا " شفلبتيها" وجعلتيني اريد بكل الطرق أن اعرفك ولا اي مانع لدي بالارتباط بكي والوصول معكي الي اخر عمري ولكن ماذا بكي ماذا تخفين وراء الغموض هذا..
وبعد وقت ليس بقصير مضي، روت إليا مامرت به كأنه فيلم قصير مرددةً انه مجرد دخان لنار احرقتها وعن حياتها كشفت لي كل شيء كان السؤال لماذا استمريتي مع من قام باذائك وتدميرك مع من لم يشعر بكي مع محطم لاحلامك وتدميرك الي هذه الدرجة ، كانت تحكي وتتحدث ووجهها يتغير تعبيراته من خجل الي دهشه ثم غل الي عصبية رهيبة تعبيرات تجعلها غير مستقرة وانا..انا اصغي اليها بكل شيء في كياني استمع تارة واختلس نظرة اليها تارة اخري كي اتامل في تفاصيلها الرقيقة وهكذا تحدثت اليها عندما ظنت انني غير مهتم بكلمها ، ولكن .. بعد كل هذا علمت انني بداخلي احاسيس كثيرة غير مألوفة كالمغناطيس يجذبني اليها ، ابتساماتها، ضحكها، حزنها، وقولت اليها فجأة انكِ عملة نادرة الوجود يصعب التفريط فيها ، وانا لم افرط لحظة فيكي، وطلبت منها الكثير والكثير وأكثرهم ان تهتم بشيء واحد الا وهو حبها لنفسها فهي خلقت لتعطي ولا تاخذ شيء كانت نصيحتي قاصية ولكن إذا احبت نفسها ستكتشف اشياء جميلة كما اكتشفتها انا في فترة قصيرة فهي بريئة ، جميلة، كالقمر الذي جلستُ انا تحت مظلته في لية كان بدراً يشبهها حقاً، مرة واضح واخري غامض مختفي وعندما استمعت الي نصيحتي بحبها لنفسها ردت إليا وبكل ثقة سأصبح مغرورة نعم سأصاب بالغرور وهو أكثر ما أرفضه في هذا العالم ..
الي هنا كانت الدنيا معنا عادلة هي تحكي وانا استمع هي تستمع وانا اروي ما ارويه كانت كالطفلة في تصرفاتها وأحلامها فهي رافضة لاحساسي بها رفضت مشاعري تجاهها.. والسبب مامرت به لسنوات كثيرة اصبحت الان يملكها الحسرة علي ايام شبابها الاولي ، رفضت قربي منها وهي اغلي مالدي في هذا العالم، رفضت وهي تردد ياحبيبي كل شيء بقضاء ما بايدينا خلقنا تعساء؛ وانا الان اقول ما بايدينا خلقنا تعساء يتحكم بنا القدر الذي جمعنا وجعلني اشعر بكل هذا واردد مثلها لماذا التقينا .. وطريقنا مختلف؛ لماذا كانت الصدفة نلتقي ونتفاؤق وفجأة لم تكن في الحسبان قصة اغرب من الخيال .. لقاء .ز ففراق.. فلقاء .. وماذا بعد احساس جديد .. غريب .. غير مألوف.. ورغم كل الظروف اصبح احساس اشعر به مغكي ، فرحة .. خوف .. واشياء اخري تردد بداخلي لا ارجع عود لم يكن لنا وجود.. فيوم لقائنا ذهب مني الكلام ، وغاب عني كل شيء ، كل عهد اخذته علي نفسي اصبحتي حضن وبيت احساس جعلني مُحطم لكل قيودي نعم حطمت قيودي وياسي رغم اصوات الاجراس التي تدق وتقول لا لا ارجع عود.. لم تكن من حقي فاتيتي وانيرتي اليا الحياة ولكن كان لقائنا قدر.. والفراق هو الحكم.. ياليتها كانت ابطء من ذلك تلك الايام ورغم كل الظروف ساتحدث اليكي بكل العبارات التي تحدثت معكي بها..وفي النهاية .. لقائنا قدر.. وفراقنا هو الحقيقة..اخترت البعد عنكي وانا في امس الحاجة الي طيبة قلبك.. وداع يامن ملكتي حياتي وقمتي بتغييرها الي المجهول...
التسميات :
بقلم الاعلامية اميرة السمان
روعة
RépondreSupprimer