![]() |
أكذوبة "اكسب معانا بالكتابة في المجلة"بقلم: فاروق الغمراوي |
يا سيدي، كل يومين تلاتة نلاقي مجلة أو موقع طالعين علينا بشعار جديد: "شاركنا بمقالاتك، وهتكسب شهرة وفلوس". يعني كأنهم بيقولولك: "إنت كاتب عبقري بس مستني إحنا نمدلك إيدينا". والواقع؟ إنت اللي هتمدلهم قلمك ومجهودك، وهمّا ياخدوا المكسب ويشكروا في نفسهم.
المسرحية دي بتمشي إزاي؟
يفتحوا باب "شارك معانا" كإنها مسابقة العمر.
إنت تجيب ورق وقلم، أو تسهر قدام اللابتوب لحد الفجر، وتكتب من قلبك.
المقال يتنشر… ياسلام! اسمك بقى موجود على النت!
لكن لما تدور على الفلوس، تلاقي إن "الشهرة" هي المكافأة. الشهرة اللي ما بتسددش فاتورة نت ولا تجيب كوباية قهوة.
أمثلة على النصباية
مجلات عربية إلكترونية: كل اللي عايزينه إنك تملا صفحاتهم ببلاش. يقولك "انشر معانا وخلي صوتك يوصل"، طب ما صوتي يوصل من مدونتي يا عم!
مواقع أجنبية: تحت شعار “Become a contributor”، يخلوك تفتكر إنك دخلت نادي الكبار. الحقيقة؟ إنت بقيت مورد محتوى مجاني، وهمّا بيشربوا من وراك عصير إعلانات.
الاستثناء المحترم: مجلة EatingWell: دي من المجلات القليلة اللي بتدفع للكاتب لحد دولار للكلمة. إنما خد بالك، مش أي حد بيتقبل. لازم جودة عالية، وفي الآخر هما بياخدوا كل حقوق النشر كأنك مؤلف الأشباح بتاعهم.
المسابقات "اللي بتضحك ع الدقون"
ظهر نوع تاني: مسابقات يقولولك "اكسب 500 دولار لو مقالك اتنشر". تبعت، يتنشر، وتستنى الجايزة… يا الجايزة تتأجل، يا تتبخر، يا يطلعوا بيضحكوا علينا كلنا. وفي الآخر، هما كسبوا محتوى ببلاش، وإنت كسبت "خبرة في الخِداع".
ليه لازم نصحى؟
عشان قلمك مش لعبة.
عشان تعبك مش مكافأة رمزية ولا "لايكات" على الفيس.
عشان اللي بيروّجوا للوهم دول مش غير تُجّار كلام.
الحل؟
ما تكتبش ولا سطر من غير اتفاق واضح ومقابل حقيقي.
لو عايز تعرض شغلك، اعمل ده في مدونتك أو على منصات بتحافظ على حقوقك.
واكتب دايمًا وإنت رافع راسك، مش وإنت بتستنى "فتات شهرة" من مجلة نصّابة.
---
الخلاصة
الجملة الشهيرة: "اكسب معانا بالكتابة" مش غير لافتة نيون مُبهرة بتخفي وراها ورشة استغلال. اللي بيكسب فعلًا هم أصحاب المجلة، والكاتب يفضل قاعد زي "عبد المأمور".
إوعى تنخدع… قَلمك له تمن، واللي مايقدّروش قيمته، ما يستاهلش ياخده.
> وفي الآخر، تكتشف إنك كتبت ببلاش، والمجلة كسبت، والإعلانات جابت ملايين… فتسأل نفسك: هو أنا كاتب ولا ماكينة محتوى شغّالة ببلاش؟
الإجابة بسيطة: طول ما إنت سايب قلمك يتباع بكلمة "شهرة"… يبقى إنت اللي وقّعت العقد مع الوهم بإيدك!