ما هو أصل الايوبيين
ان أصل الايوبيين قد اختلف عليه الكثير من المؤرخين، وذلك بسبب التضارب الذي يوجد في الروايات، فهناك بعض الروايات التي ترجع أصل الايوبيين الى الاكراد، وأيضا الارمان، وأذربيجان المستعربين، ولكن بنو أيوب قد أنكروا ذلك وقالوا بان اصولهم هي عربية، كما ان هناك البعض الذي يقول بان أصلهم يرجع الى قريش
ان القوة للأيوبيين قد ظهرت مع اسرة نجم الدين، وهو والد صلاح الدين، وقد استمرت القوة في التزايد على يديه وعلى يد أخيه اسد الدين، وقد اظهروا حسن بلائهم في القيادات العسكرية الامر الذي سمح لهم بالترقية والوصول الى المناصب العالية بسرعة، فقد تولى نجم الدين بعلبك ثم من بعدها تولى دمشق، وظل في ذلك المنصب حتى توفى نور الدين زنكي.
مع ارتفاع اسم الايوبيين في بلاد الشام كأهم قادة عسكريين في المنطقة، قد كانت الدولة الفاطمية على وشك الانهيار، وقد كان الصراع على الكرسي في ذلك الوقت شديد للغاية، وهنا لجا واحد من المتنافسين على الكرسي وهو شاور الى نور الدين زنكي، حتى يستطيع ان يرجع الى منصبه، وذلك بعد ان تم الانقلاب عليه، واستعان الوزير درغام هو الاخر بالصليبيين، وهنا أرسل نور الدين زنكي حملة بقيادة اسد الدين شيركوه، وكان معه صلاح الدين كواحد من القادة في الحملة، وحقق اسد الدين الانتصار واستطاع ان ينتزع الوزارة في مصر، ولكنه بعد الحكم بثلاث اشهر توفى، وقد خلفه ابن أخيه صلاح الدين في الحكم، واستطاع ان يفرض سيطرته في وقت قصير للغاية، وقد امر بالدعاء الى الخليفة العباسي بدل من الخليفة الفاطمي على المنابر.
استطاع صلاح الدين في وقت قصير للغاية ان يفرض سيطرته على مصر وعلى بلاد الشام، حتى انه استطاع ان يقف في وجه الصليبيين ويواجههم بكل قوة، وقد توفى في عقد صلح الرملة، ولكن قد قام بتقسيم أقاليم الدولة بين أبنائه وقد اختلفوا فيما بينهم، وقد استقل كل منه بحكمه في اقليمه، وقد كانت واحدة من العادات التي اسقطت الدولة الايوبية هي شراء المماليك بشكل كبير، حيث ان المماليك استطاعت ان تقتل اخر سلاطين بني أيوب في مصر، وهو توران شاه، وقد استطاعوا ان يقوموا بتأسيس دولة المماليك البحرية، ولكن باقي الايوبيين قد قضى عليهم المغول في دمشق وحلب.
أسباب سقوط الدولة الايوبية
بعد ان مات صلاح الدين الايوبي كانت الدولة لازالت قوية متماسكة، ولكنه قد كان قسم دولة الايوبيين بين اخوانه وابنائه وقد كانت تلك هي بداية الانهيار، فقد شهدوا الكثير من التفرقة والنزاعات فيما بينهم.
حيث انه قد تولى نور الدين حكم دمشق ولكنه ساء التصرف وقد تسبب في حدوث الكثير من المشاكل للدولة الايوبية، وقد تولى أيضا عثمان حمك مصر، وتولى اخوه صلاح الدين باقي حكم الشام، واخذ ابن اخو صلاح الدين حكم اليمن وأيضا أجزاء من الحجاز.
تلك التفرقات الكبيرة التي حدثت جعلت الباب مفتوح لكل الصراعات والخلافات بينهم، مما جعلت المسلمون مشغولون في انفسهم وقد نسوا العدو الصليبين حتى ان هناك عدة حروب قد نشبت بين الأفضل وبين العزيز الامر الذي انتهى بهزيمة الأفضل وتم عزله عن منصبه من ولاية دمشق واعطائها لعمه ابي بكر، ومن بعد ذلك توفي العزيز عماد الدين، فاخذ مكانه عمه أبو بكر، فكانت تلك خطوة أخرى لإعادة الدولة الايوبية الى عزها، ولكن في ذلك الوقت كان الصليبيين تشن الكثير من الهجمات الداخلية على بلاد الشام، ولكن استطاع أبو بكر ان يتصدى لها.
ولكن بعد ان توفى أبو بكر الايوبي، تفرقت أيضا المملكة بين أبنائه الثلاثة، فاخذ مصر وحكمها الكامل، واخذ دمشق المعظم عيسى، واخذ الاشرف موسى حكم باقي الشام، وبذلك التخبط والاختلاط كانت الفرص الكبيرة للعدو في ان تدمر الدولة الايوبية، فشنت الحملات الصليبية الكثير من الهجمات على مصر بشكل خاص، وبالرغم من قوة الكامل محمد الا انه في حملة دمياط والتي كانت عام 618ه، قد تنازل طواعية عن بيت المقدس لملك المانيا فريدريك الثاني في عام 625ه، وقد كان ذلك من أكبر الغلطات على الاطلاق التي ارتكبها الحكم الايوبي، وبالرغم من الإنجازات الكبيرة التي قام بها الا ان التاريخ قد نسى كل تلك الإنجازات وتذكر له تلك الغلطة فقط.
بعد ان مات الكامل محمد تولى الصالح أيوب وقد كان أفضل حكام الايوبيين على الاطلاق، فقد استطاع ان يسترد بيت المقدس، وعسقلان ودمشق، وقد عانى كثيرا من عمه الذي كان من اكبر اعدائه، ولكن في نهاية حياته قد هجمت الحملة الصليبية السابعة ولكن الصالح أيوب قد رابط في المنصورة حتى انه في ذلك الوقت قد أصيب بمرض شديد والذي كان سبب في موته.ولكن قد اخفت جاريته شجرة الدر خبر موته، وقد قالت انه لازال مريض، وقد منعت الناس من رؤيته، ولكنها اجتمعت بالقادة والامراء واخبرتهم وقررت ان تخبر ابنه الأكبر توران شاه، وقد كان في الشام في ذلك الوقت، وبالفعل جاء توران شاه وقاد الجيش وحقق النجاح الكبير وانتصر على الصليبيين.
وقد كان توران شاه يكره ابيك وبعد انتصاره استدار الى زوجة ابية وقادة الجيش، وهم ما تبقوا من المماليك البحرية، وقد خطط الى التخلص منهم ومن شجرة الدر، الامر الذي جعل شجرة الدر تتآمر عليه مع قادة المماليك للتخلص منه، وبالفعل اجتمعوا عليه وقتلوه بسيوفهم وتفرق دمه بينهم، وبعدها اتفقوا على ان يولوا عز الدين ايبك التركماني، وقد كانت تلك هي بداية دولة المماليك ونهاية الدولة الايوبية.