الدراما المصرية بين الواقع والمأمول



▪ لاشك أن الدراما التلفزيونيه كانت ولازالت ناقوس الابداع والفكر الراقى الذى يشكل هوية المجتمع نحو الريادة والتقدم ومنعه من السقوط فى براثن الهاويه ...

▪والحقيقة المؤسفه التى لا جدال فيها ان واقعنا الدرامى قد تحول برمته من  كونه عاملا إيجابيا فى الارتقاء بالذوق العام للمجتمع إلى مجرد عاملا حفازا مساعدا لانهيار وانحدار القيم والمبادئ المجتمعيه، يؤكد تلك الحقيقه ما أصاب الدراما المصريه من وهنا تاما ، فبعد أن تبوأت الدراما  المصريه القمه والريادة فى  حقبتى الثمانينات والتسعينيات من القرن المنصرم حتى أطلق علي تلك الفتره " العصر الذهبى الدراما " إذ بها تسقط فى براثن الهاويه لا منجد لها ولا ناصر ، فقد تحولت الفكره الإيجابية والغرض الأسمى للثقافه الدرامية إلى مجرد مجرد باعث للجريمه ، ولما لا وقد  اجمعت الدلالات والإحصائيات التى تم حصرها مؤخرا على تزايد معدل الجريمه فى الآونة الأخيرة مقارنه بما كانت عليه فى نهايات القرن الماضى ..

-وحقيقة لا يمكن إنكارها  ان الباعث الأول على ارتكاب مثل تلك الجرائم مرجعه ما تشهده شاشات التلفاز والفضائيات من اسفافات وابتذالات وألفاظ خادشة للحياء تفرض قهرا على جموع المصريين لانها تدخل إليهم من الباب الكبير والذى كان دائما مصدرا  إيجابيا للثقافة والتسليه " التلفزيون " ...

-وإزاء حديثنا عن  عظم  العصر الذهبى للدراما ، لابد أن ننوه عن المقومات التى حدت به الى تلك المكانه؛ فلقد اجتمعت كافة الأسس  والاليات التى جعلت منه عصر ريادة الدراما ، فكانت الدوله بدورها العظيم تدعم الفن من خلال قطاع الإنتاج الذى لعب دورا بارزا فى الارتقاء بالفكر الدرامى - وهنا نخص بالذكر العظيم الراحل " ممدوح الليثى" الذى ساهم بدوره مع قطاع الإنتاج فى اخراج باقه من ألمع وأعظم المسلسلات الدراميه ولنا فى ذلك دلالات " ليالى الحلميه، الشهد والدموع ، بوابة الحلوانى ، ذئاب الجبل؛ المال والبنون؛ الوسيه ؛ السيره الهلاليه، ارابيسك ،الفرسان .." وغيرها من العلامات المضيئة فى تاريخنا الدرامى ، فضلا عن ذلك كان هناك من صناع الدراما اساطيرا حفروا اسمائهم بحروف من نور لأنهم حرصوا كل الحرص على تقديم ما يليق بعظم تاريخهم الفنى ولنا أيضا فيهم دلالات " احمد عبد العزيز ؛ عبد الله غيث، صلاح السعدني،يحى الفخرانى، محمود يس ، طارق الدسوقى ، جمال اسماعيل ، احمد خليل،   فاديه عبد الغنى ، عفاف شعيب ، سميحه ايوب ، بوسي   صلاح قابيل ، محمد الدفراوى؛ احمد ماهر ، جمال عبد الناصر ، ممدوح عبد العليم ، كمال أبو ريه، مجدى صبحى ، عبد الله محمود ..." وغيرهم من نجوم ورموز زمن الفن الجميل الذين أثروا الحياه الفنيه بباقه من اجمل الدرر والكلاسيكيات الدرامية التى ساهمت وبحق فى الارتقاء بالفكر والثقافه المجتمعيه..

ان الهدف الأسمى  الذى ننشده من هذه السطور ان يهب  نجوم ورموز الزمن الجميل لنجده الدراما المصريه التى تحتضر ويحتضر معها ملايين المصريين الذين انجرفوا قهرا إلى هذا التدنى دون إرادة منهم ، وعلى الدوله ان تهب لنجده ما تبقى من الذوق العام للمجتمع المصرى ان أرادت مجتمعا راقيا متحضرا خاليا من الجريمه  والا فلن يجدى البكاء ...


إرسال تعليق

أحدث أقدم