《كلاسيكيات ونجوم سطرت سحر وتاريخ الدراما 》




▪لاشك أن ما تشهده الساحه الدراميه المصريه حاليا من وهنا وانحدارا تاما للقيم والمبادئ المجتمعية، قد حدا بالبعض منا للعوده إلى نوستالجيا الزمن الجميل حيث الأعمال التراثيه القيمه ، والتي كانت ولازالت ناقوسا للابداع و الفكر الراقى الذى شكل هوية مجتمعنا فى حقبه من ازهى عصوره ، حقبتا الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ، فبعد ان كانت الدراما المصرية سفيرا فوق العادة جامعة لكل العرب ورائدة للفن العربى ، يضرب بها الأمثال ويحذو نهجها القائمين على صناعة الفنون فى البلدان العربيه ، فكانت مقصدا وقبلة دائما لهم للترويج للفن فى بلدانهم، إلا أنه سرعان ما تبدل الأمر وتحولت دراما العصر الذهبى إلى مجرد ذكريات نحن ونشتاق إليها كلما شاهدنا عرض لاحد أعمالها النادره ،وأصبح الواقع المرير الذى فرضته علينا ظروف لاطاقة لنا بها هو الأمر الذى لابد أن نتقبله لحدوث خللا تاما فى منظومة الفن المصرى ...

ان القارئ الجيد للدراما المصريه يعى تماما أنها لم تتبوأ تلك المكانه جزافا ، وإنما ارساها فكرا راقيا وإبداعا من نوعا خاصا ، ، خلده نجوما من المبدعين والمفكرين كانوا ولازالوا هم الرمز الراسخ للعصر الذهبى للدراما، وهو ما تفتقده جليا دراما الوقت الراهن التى باتت تحتضر لغياب ذلك الرمز ....

▪ لقد جسدت الدراما المصريه فى عصرها الذهبى المعنى الحقيقى للقيم والمبادئ المجتمعيه و التى شكلت هوية اجيالا راقية الفكر والرؤى ، لما تضمنته من مدا ثقافيا محترما مثقلا بالمضامين والدلالات ، و التى هى نتاج نسيجا راقيا غزل اطره أباطرة الفكر والتأليف أو سردا لتاريخا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واكبته حضارتنا ، فكانت وبحق أحد أهم روافد تشكيل هوية الشخصيه المصريه ، والداعم الأول لها بالزاد الثقافى الراقى والنماذج الفكريه الجديره بالاقتداء والتأمل ....       

▪ وحقا يذكر ، لقد كان السجل المصرى فى حقبتا الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم، حافلا بأعظم الدرر والكلاسيكيات التى خلدت سحر ورونق هذا العصر   
، فلقد تبوأت الدراما المصريه القمه والرياده فى تلك الحقب الفنيه التى تخللها من الأسس والأليات ، ما أسهم جليا فى الارتقاء بالفكر والثقافه المجتمعية ، على نحو حدا بالبعض إلى وسمه " بالعصر الذهبى للدراما"...

▪لقد سطر تاريخ الدراما المصريه اساطيرا ومبدعين ساهموا فى الحفاظ على هويه الدراما ، صنعوا أسمائهم بأحرف من نور لتبقى خالدة فى اذهان وقلوب محبيهم من المشاهدين، ولنا فى ذلك دلالات وعبر، فمن منا يغفل ابداع العظماء " مجدى ابو عميره ، محمد صفاء عامر ، اسامه انور عكاشه ، محمد جلال عبد القوى ، جمال عبد الحميد ، يسرى الجندى ، عبد الله غيث ، احمد عبد العزيز ، يحى الفخرانى، صلاح السعدنى ،عزت العلايلى ؛ محمود يس ، يوسف شعبان ، احمد ماهر ، طارق الدسوقى ، فاديه عبد الغنى ، سميحه ايوب ، عفاف شعيب ، محمود الجندى ، كمال أبو ريه ، جمال عبد الناصر، محمد صبحى ، مجدى صبحى ، وائل نور ، عبد الله محمود " ... وغيرهم من أساطير الدراما الذين صنعوا سحر ورونق هذا العصر ..

▪ولعل ماتحاكيه فكرة "الإبداع المؤصل" و التى أرسى دعائمها عمالقة تباروا فى إبراز مواهبهم الفنيه ، ايمانا منهم بتقديم الافضل دائما تأصيلا منهم للفكر الراقى والقيم المجتمعية الفاضله و التى تمثل هوية المجتمع وصلب بنائه ، قد مهدت السبيل نحو الرياده الدراميه لتلك الحقبه الفنيه.

▪وحقا يذكر أن رواد الدراما أنذاك ، قد برعوا فى تقديم لوحات حافلة بالإبداع الفنى المؤصل أداءا ، الراقى المتميز فكرا ، و الساعى نحو إعلاء القيم المثلى والأخلاق الفضلى، فكانت الشاشة الصغيره بمثابة ساحة نزال يتبارى فيها كبار النجوم لإبراز طاقاتهم الإبداعية بحثا عن الريادة والتميز داخل نطاق العرض الدرامى الواحد ، وحرصا منهم على تبوأ العمل للرياده أمام نظائره من الأعمال الراقيه الأخرى...

▪ان القارئ الجيد للمحفل الدرامى التى شهدته تلك الحقبه الفنيه ، يدرك جليا عظم ما شهدته من تنافس فنى أيجابى ، كلل ثماره لصالح ماقدم من أعمال رصدت ذهبيه هذا العصر الدرامى...
▪ولعل أبرز حلقات التبارى الفنى المشروع ان لم يكن أبرزها على الإطلاق ، ما شهدته ساحات عرض الأعمال الدرامية من الكلاسيكيات التى زانت عرش الدراما العربيه، فمن منا يغفل درر الدراما الراقيه ( الشهد والدموع ، ليالى الحلميه ، ارابيسك ، الوسيه، المال والبنون ، ذئاب الجبل ، الفرسان ، حصاد الشر ، السيره الهلاليه ، سوق العصر، حلم الجنوبي ، يوميات ونيس .....) وغيرها من أروع واعظم الأعمال التى خلدت سحر الدراما الراقيه ...

¤ لذا ومن هذا المنطلق و ايمانا منا بعظم العصر الذهبى للدراما ، والدور الحيوي الذى تلعبه الدراما فى تشكيل الهويه الفكريه للفرد وأنها كانت ولازلت الصانع الأول لقوة مصر الناعمه فى الوطن العربى ، أثرنا ان نعرض من خلال هذا المؤلف على الإبداع الذى غلف العصر الذهبى للدراما المصريه ، وذلك من خلال تسليط الضوء جليا على " كلاسيكيات العصر الذهبى للدراما ، والنجوم التى سطرت سحر وتاريخ هذا العصر "


إرسال تعليق

أحدث أقدم