فارس التحديات

فارس التحديات
د.ذكي السيد
                       

-لاشك ان مايفرزه الواقع الفنى  المعاصر من صعوبات وعثرات  تدعو   للإحباط واليأس  فى بيئة يسمها  انحدار الذوق العام الفنى للمشاهد المصرى ، هو نتاج سياسة فكريه ذريعة الفشل خلفها وأرسي دعائمها أناسا اصابهم الوهن الثقافى والفنى، والذين عمدوا إلى نقل موروثا فكريا منحدرا،   لا هوية له ولا ملمح....موروثا مجتمعيا خلفه سقطات فنيه غرسها حفاة الفن المنسوبين له جزافا والفن والفكر الراقى منهما براء ...والباحث جليا عن تلك الشراذم الفنيه والفكرية ،يجدها تسوس شاشاتنا بشكل مقزز تنخر عقول أبنائنا ساعية الى الهدم والتشويه الفكري الذي يلامس العقول البسيطة من عامة الناس والذى يترك تداعيات كبيرة وخطيرة جدا ربما تعطل وتأخر مسيرة الأوطان الباحثه عن الرقى والتقدم.....

- وإزاء هذا التدنى الفنى ، والذى بات ملحوظا وملموسا بعد ثورة يناير ٢٠١١م ، كان من الضرورى ان يهب أساطير الفن لنجدته من حالة التعثر المزمن الذى ألم به واحدق بدروبه....
لقد كان عشاق الدراما على موعد جديد مع التحدى الذى اعتاد ان يضربه هرم الدراما الشامخ ،ورائد نهضتها ،وقطعة الكرز الدائم فيها 《 احمد عبد العزيز 》 ، والذى امتطى جواد الاجاده والابداع المعهود دائما فيه بحثا عن المكانة الرائده  التى تليق  بالدراما المصريه، و التى أصل تاريخها بأغلى وارق الدرر التى زين بها عرش نهضتها ، ولنا فى ذلك دلالات و قيم ، فمن منا يغفل جواهره المرصعه " المال والبنون، الوسيه ، الفرسان ، ذئاب الجبل ، سوق العصر ، البحار مندى ..." وغيرها من حبات اللؤلؤ المنثور المزين لعرش الدراما المصريه... 
- لقد كانت عودة 《 احمد عبد العزيز 》لمعشوقته الصغيره الشاشة الفضيه، بمثابة الضربة القاصمه لحفاة الفن وشراذمه ، والذين هرعوا إلى جحورهم  ، فمن منهم له القدره على مجابهة تلك الأسطورة الدراميه العظيمه ، و التى رسخت قيمة الفن وأصالته على مدار أكثر من ربع قرن من الزمان ....

- لقد كانت عودة"  ملك الدراما احمد عبد العزيز " بمثابة طوق النجاة للاسرة المصريه مرة أخرى ، حيث استطاع أن يجمع شتاتها الذى خلفته أليات الواقع المعاصر من تكنولوجيا حديثه وفن هابط إلى الاجتماع أمام عملا فنيا واحدا ، يتسم بالإبداع والتميز والفكر الراقى ، ولعل خير دليل على ذلك ، ما أرساه نجم التلفزيون الأول فى ملاحمه الرائعه " الاب الروحى؛ وكلبش ٣" ، حيث أضفى رونقاوابداعا  خاصا  ساهما فى تبوأ العملين لمكانة راقية بين درر الدراما الراقيه  ....

- وبين هذا وذاك ، كانت معالى وزير الثقافه أ. ايناس عبد الدائم فطنة السريرة ، محنكة الرؤى ، حين أثرت ان تسند  هذا العام رئاسة مهرجان المسرح القومى فى دورته الثانية عشر ، لعلم الدراما الاول فى مصر ورائد نهضتها ، المخضرم " احمد عبد العزيز "  ، ايمانا منها قطعا بعظم مكانته وريادته وقدرته التامه على الخروج بالمهرجان  بالمظهر اللائق المشرف الذى يليق بسمعة مصر ومكانتها ، فكان ملك الدراما وفارس التحديات على موعد جديد مع تحد اخر ، هو بعون الله وفضله قادرا على مجابهته  والوصول إلى مراتب الرياده المعتاده ....

 وفى  الحقيقة لا نجد من طيب الكلمات وأثمنها ما نستطع به موافاتكم قدركم الغالى الذى تستحق يا ملك عرش الدراما 
، وحقا استاذى العزيز يامن ارسيت فينا المثل الطيب والقدوة الحسنه ، لا يسعنا القول هنا إلا أن نستلهم فيك  ابيات المتنبى مادحا سيف الدوله 

 مالي أكتِّم حبًّا قد برى جسدي     وتدَّعي حبَّ ملك الدراما  الأممُ
 إن كانَ يجمعُنا حبٌّ لغرَّته        فليتَ أنَّا بقدر الحبِّ نقتسم....

حفظك الله استاذنا الحبيب وبارك لنا فى  صحتك الغاليه ، لتظل دائما رمزا للبهجة والسعادة فى حياتنا...


إرسال تعليق

أحدث أقدم