دينا شرف الدين "ملكة هزت عرش المقال المصري" |
د.ذكي السيد |
مما لاشك أن ماترصده الكتابه الابداعيه من افكارا راقية وثقافات تسمو بالنفس البشريه وتعزز من سموها ورقيها وتميزها ، هو خير دليلا يعكس مدى الدور الرائد لمكانتها وسط أليات التنوير العصرى والتى يتلمس خطاها كل فرد يسعى جاهدا للالمام والوقوف على قدرا من السمو والرقى الفكرى لما يحاك به من مقتضيات و وقائع الحياة العصرية الراهنة .....
-وحقا يقال ،لقد كانت مصر دائما منبتا للعظماء الذين رفعوا اسمها وراياتها عاليًا في الكثير من المجالات، وإن تطرقنا إلى الأدب، تطول القائمة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر { نجيب محفوظ ، طه حسين ، توفيق الحكيم ، يوسف السابعى ، يوسف إدريس.....} وغيرهم من الدرر الراقيه والتى سطرت بأحرف من نور تاريخ الأدب المصرى منذ بدايات إلى نهايات القرن المنصرم .....
-ان القارئ الجيد لتاريخ الادب المصرى عامة والروائى والمقالى منه بصفة خاصه ، يدرك جليا ان مكانته الرائده لم تتأتى جزافا وانما أرساها فكرا راقيا مؤصلا بالإبداع سطرته ايادى تعى تماما قيمة هذا الفن وأثره الايجابى فى أحداث الفارق التوعوي اللازم لنهضة المجتمعات ورقيها....
- بيد انه، اذا كانت المقالة فن صحفي في المقام الأول، نظراً لما تتطلبه الكتابة الصحفية من إيجاز وحسن صياغه وترابط ووضوح في الأفكار، الأمر الذى حدا برواد هذا الفن الأدبى سالفى الذكر ، لأنتقاء مقالاتهم التى اتسمت بالبلاغة و وروعة التصوير ، فكانوا على موعد مع سطر تاريخا جديدا لادب المقال يزين لوحته الشرفيه الى جوار جواهره ودرره الراقيه أمثال [ ابن المقفع ، عبد الحميد الكاتب ، الجاحظ ]...
ولكن الزمن لم يطلْ اذ بنا نشهد فى تلك الاونه الاخيره مع بدايات القرن العشرين أندثارا تاما لكتاب المقالة الأدبية ، نتيجة غياب المد الثقافى اللازم توافره من الآليات والمقومات التى يتخللها هذا النوع من الفنون الأدبيه...
وبين هذا وذاك ، وابان الترنح الفكرى الذى ألم بمجتمعنا الشرقى نتيجه غياب صناع العمل التوعوي او وجود من هم دون المستوى الثقافى والفكرى و المنسوبين إلى هذا المجال جزافا ، إذ بنا نشهد طفرة فائقه فى هذا الجانب الأدبى حيث برز على الساحه الأدبيه ناقوسا جديدا دق اجراس الخطر لكل هولاء المرتزقة من أشباه وانصاف الكتاب، والذين فشلوا ذريعا فى إرساء دعائم الفكر الراقى المتحضر فى أذهان قرائهم ،فلم يكن هذا الناقوس الا شعاع الأمل فى توعية شامله وفكرا مدججا بخطى الإبداع أرسته الأدبيه والكاتبه العظيمه أ. دينا شرف الدين ، و التى لا تكفى كل كلمات الثناء والمدح ان تسمها بما تستحق جراء ما ارسته وأصلته فى نفوس قرائها من فكرا راقيا متحضرا و ثقافه توعوية شامله غرستها فى عقولهم فى سنوات عملها الأدبى القصيره ؛ و التى لاشك كانت تخفى خلفها أصالة ورقيا وتحضرا فكريا ، لمسه جليا كل من دأب على قراءة ترنيماتها الفكريه المؤصلة بسحر الإبداع الأدبى الذى استلهمته من اساطير الادب المصرى ورواده على مر العصور ، فكانت خير خلف لخير سلف....
ان القارئ الجيد لما تحاكيه كاتبة مصر الأولى" دينا شرف الدين"، يدرك جليا عظم اسلوبها الأدبى المتنوع دائما ما بين جمال الألفاظ ودقتها وروعة صياغتها ، ناهيك تماما على قدرتها الفائقة على سرد أحداثها بتلسلسل واضح يضفى رونقا خاصا لجمال الأسلوب وحسن وعظم ابداعه ...
- لم يقف الأمر عند ذلك فحسب ، بل استطاعت كاتبتنا القديره ان تمس واقعنا المعاصر بما يحمل بين طياته من مد ايجابى وسلبى ، فارست فكرا جديدا عن الصحافة الحره النزيهه ، التى تسعى دائما للوقوف على أليات الضعف والوهن ومعالجتها ، و الشد والمأزره لكل ما يحمل طابعا إيجابيا فى مجتمعها الشرقى ، فأستحقت عن جداره وسمعت بلقب " ملكة المقال المصرى "...
☆ وحقا يقال أن مثل هذه الدرر الراقيه من جواهر الفكر ، لايكفينا فيها إلا القول :
خُذ ما تراهُ ودع شيئاً سمعت به
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل..
حفظك الله أديبة مصر الأولى ورائدة نهضتها الأدبيه الحديثه؛ الكاتبه العظيمه أ. دينا شرف الدين