"مجدى صبحي"

د.ذكي السيد
لاشك أن للدراما المصريه فرسانا رصدوا تاريخها النقى المشرف ، قطعا اعنى هنا بالطبع تلك الدراما التى ابهرت العالم العربى وكانت تحتل الرياده والصداره مقارنة بنظيراتها فى البلدان العربيه ، الدراما التى أرست قواعد الاخلاق والقيم والمثل العليا فى وجدان وعقول متابعيها من أصحاب الذوق الفنى الرفيع ...انها يا ساده " دراما الزمن الجميل " . ..

واذا كنا نتحدث عن ريادة دراما الزمن الجميل ، فلابد أن نعلم جيدا ان تلك الرياده وهذا السطو لم يتأتى جزافا ؛ بل كان صدا تلقائيا لصناعة أرسى دعائمها اساطير وعمالقه كانت أعمالهم وطاقاتهم الايجابيه الإبداعية هى المحرك الأول  والباعث الحقيقى لركب التقدم والازدهار الفنى ...

  - بيد أنه إذا كان للدراما المصريه ملكا يزين عرشهاو يوسوس نهضتها دائما هو المخضرم العظيم 《 احمد عبد العزيز 》 والذى كان ولازال رائدا لعرش الدراما ، إلا أن ذلك قطعا لا يمنع من وجود كوكبة من خيرة اساطير واقطاب الدراما المصريه الذين أثروا تاريخها المشرف بباقة من العلامات المضيئة من دررها الراقيه ...

وفى معرض حديثى عن هولاء الأساطير والنجوم ، استوقفني أحد أهم تلك الهامات من خيرة نجوم الشاشه الصغيره واحد  اهم رواد المسرح المصرى ، النجم المبدع الخلوق مجدى صبحى ، هذا العلم الدرامى الذى أثرى تاريخ الدراما بما يفخر به دائما من أعمالا راقيه كانت ولازالت ناقوسا للإلهام الفكرى والثقافى ، فمن منا يغفل أدواره العظيمه فى  مسلسلات   《 كلام رجاله ، لا اله الا الله ؛ فى بيتنا رجل ، يوميات ونيس 》 تلك الاعمال التى يتشرف ويفتخر بها كل مصريا حريصا على ارساء دعائم القيم والمثل الكريمه داخل أسرته الصغيره لأنها تعلى حقا من الذوق الفنى للمشاهد لما تحويه من فكرا راقيا و مثلا كريمه...

لم يقف ابداع العظيم مجدى صبحى عند هذا الحد ؛ بل أثرت فيه نشأته المسرحيه وسط لفيف من عمالقة وكبار المسرح ، فكان والده رحمة الله عليه الأستاذ محمود صبحى مديرا لمسرح " يوسف بك وهبى "  ؛ الأمر الذى ساهم جليا فى عشقه التام للمسرح ، فسعى جاهدا ليكون أحد رواده إلى أن تحقق حلمه فكان أحد أبرز نجوم المسرح الكوميدى المصرى ، و يشهد على ذلك قطعا أعماله العظيمه 《 كارمن ، ماما أمريكا ، سيرة حب...》 ....

فى الحقيقة ان موهبة 《 مجدى صبحى》  الفنيه لازالت تختزل بداخلها طاقات ايجابيه كبيره لم تكتشف بعد ، فجوهر ادائه الفنى ينبئ حقا عن بزوغ نجما دراميا من الطراز الأول اذا توافر له من المقومات والآليات التى تسهم حقا فى إبراز تلك الطاقات الإبداعية ، لذا يتحتم على صناع الدراما والفن المصرى ان يهبوا لنجدة ما تبقى من اطلال هذا الزمن الراقى وأساطيره ودعمهم فنيا من خلال عودة قطاع الإنتاج ؛ ليخرج هولاء النجوم المخزون الابداعى الدفين ليتذوق عشاق الدراما وجبات دراميه دسمة الفكر والثقافة والابداع....

حفظ الله اساطير الدراما الراقيه ونجومها و ادام دائما عليهم نعمة الإبداع...


إرسال تعليق

أحدث أقدم