ملك الدراما



ملك الدراما

د.ذكي السيد


      تاريخ مشرف وابداع لاينضب
             ---------
بداية وفى معرض سطورى تلك اقف برهة متأملا ما أل إليه  واقعنا الدرامى ؛ ذلك المحفل الذى دنسته موبيقات هذا العصر   من شراذم واشباه الفنانين وأدواتهم الخفيه ، والفن منهم براء ،  فبعد ان كانت الدراما المصرية سفيرا فوق العادة جامعة لكل العرب ورائدة الفن العربى ، يضرب بها الأمثال ويحذو نهجها القائمين على الفن فى البلدان العربيه ، فكانت مقصدا  وقبلة دائما لهم للترويج للفن فى بلدانهم إلا أنه سرعان ما تبدل  الأمر وتحولت دراما العصر الذهبى إلى مجرد ذكريات نحن ونشتاق إليها كلما شاهدنا عرض لاحد أعمالها النادره وأصبح الواقع المرير الذى فرضته علينا ظروف لاطاقة لنا بها هو  الأمر الذى لابد أن نتقبله لحدوث خلل تام فى منظومة الفن المصرى ...
ان القارئ الجيد للدراما المصريه يعى تماما أنها لم تتبوأ تلك المكانه جزافا ، وإنما ارساها فكر راقى وإبداع من نوع خاص ،  ، خلده نجوما كانوا ولازالوا هم الرمز الراسخ للعصر الذهبى للدراما وهو ما تفتقده دراما الوقت الراهن التى باتت تحتضر لغياب ذلك الرمز ..
لقد سطرت الدراما المصريه اساطيرا ومبدعين ساهموا فى الحفاظ على هويه الدراما ، صنعوا أسمائهم بأحرف من نور لتبقى خالدة فى اذهان  وقلوب محبيهم من المشاهدين ...

 واذا كنا نتحدث عن التاريخ الزاهى للعصر الذهبى للدراما لابد أن يستوقفنا الحال امام أحد واهم من أنجبتهم الدراما المصريه ، أنه النجم العظيم المخضرم " احمد عبد العزيز " ، ذلك النجم الذى استطاع

بحنكته وإبداعه الادائى ان يجلس على عرش الدراما العربيه ملكا متوجا لها ؛ ولما لا وقد استطاع أن ينتهج مذهبا خاصا به استطاع من خلاله أن يوظف أدواته الفنيه للوصول الى براثن قلوب وعقول المشاهدين فى حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم  ، فكان لنظراته الثاقبه عند الدهشه وضحكاته الصافيه  و  تمكنه الرائع  من لغته   عظيم الأثر فى احتلاله تلك المكانه الفريده ..
لقد ساهم  احمد عبد العزيز فى اثراءالدراما المصريه بباقه من أروع الأعمال فى تاريخها ان لم تكن تحتل الريادة فيها ، فمن منا يغفل أعماله الرائعة التى كانت ولازالت من العلامات المضيئة فى تاريخنا الدراما( الوسيه، ذئاب الجبل ، الفرسان ، من الذى لا يحب فاطمه ؛ المال والبنون ، الجانب الآخر، حرث الدنيا ؛ فى بيتنا رجل ، المجهول ، سوق العصر ، غدا يوم أخر، الوشم ؛ حارة المحروسة، بوابه المتولى، البحار مندى، الإمام مسلم ، الإمام محمد عبده، دموع فى حضن الجبل ، لا اله الا الله ، الباقى من الزمن ساعه ،أوقات خادعه.، التي الروحى...) ...
لقد استطاع ملك الدراما احمد عبد العزيز ان يسطر لنفسه تاريخا مشرفا صنعه بإبداعه ومنهجيته الخاصه التى لم تحمل يوما ابدا مايخجل منه رافضا الزج باسمه فى اى عمل لايرقى بتلك المسيره الفنيه الحافله المشرفه ، فظل  دائما فى مكانة خاصه لدى عشاقه ومحبيه ....

من هنا أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لهذا النجم العظيم الذى استطاع أن يغزو القلوب والعقول لاصالته وعظم خلقه وحسن إبداعه...



إرسال تعليق

أحدث أقدم