الملحمه التى حفظت للدراما المصريه رونقها و هويتها فى الحقبه الفنيه الاخيره


 { الاب الروحى ..الملحمه التى حفظت للدراما المصريه رونقها و هويتها فى الحقبه الفنيه الاخيره } 


▪فى مستهل سطورى تقف كلماتى عثرة امام ذاك الوضع المتردى المؤسف الذى تشهده الدراما المصرية قاطبة فى حقبة للاسف الشديد هى الأسوأ على مر العصور من حيث النسق والموضوع ..


▪ولعل فى محاولات التشويه المستمره والتى دائما ماتصاحب الأعمال الدراميه فى الآونة الاخيره ما ينبئ حقا بدونية مستتره خلفها قصصا فكريا عديم الهويه لحفنه من الكتاب محدودى الخبرات الأدبيه، والذين وجدوا ضالتهم الحقيقيه فى بذر نتاجهم العفن تحت مظلة شركات إنتاج تسعى بما حبتها الأقدار لطمس موروثا حقيقيا من القيم والأعراف المجتمعيه التى كانت ولازالت شاهدا تاريخيا على أصالة وحضارة هذا الوطن العظيم .


▪ما من شك مطلقا ان صناعة الدراما لها من المقومات والآليات والتى تجعل منها دائما ملاذا حقيقيا لرصد الواقع المجتمعى بما يوائم الهوية الفكريه والموروث القيمى والثقافى لهذا المجتمع ..


لكن وللأسف الشديد تخلت الدراما المصريه التلفزيونيه فى الحقبة الاخيره عن المبدأ العام الذى أقرته صناعة الفنون دربا لذاتها فى الحفاظ على الشاهد العام والهوية المجتمعيه ، فالفن قد جاء ليجمل الواقع لا ليقبحه ، وهو ما افتقدته جليا هذه الحقبة الفنيه الدنسه التى اعتمدت على أشباه الفنانين والكتاب و تم فيها تهميش العمالقة الحقيقيون الذين بذروا رسالة الفن الحقيقيه فى عصر الدراما الذهبى ، فكان نتاج ذلك ما وصل إليه المجتمع من انحلال وانحطاطا خلقيا.


▪وعلى الرغم من حالة العبث التى تشهدها الدراما التلفزيونيه فى الفتره الأخيره لغياب صناع المشهد الحقيقيون وغفلة جهات الإنتاج القائمه على الأمر عن استدراك هذا الخطأ الفادح ، لكن واحقاقا للحق كان هناك من الأعمال المشهود لها التى حفظت بجداره ماء الوجه للدراما المصريه بشكل أعاد للأذهان ذهبية الحقبه الراقيه للدراما ، وهو ما لمسناه جليا فى العمل الارقى فى العقد الأخير والذى حقق أعلى نسب للمشاهده فى تاريخ الدراما " الاب الروحى" ، والذى استطاع صناعه فى شركة فنون مصر بقيادة المنتجين { ريمون مقار ، محمد محمود عبد العزيز } ان ينسجوا خيوط التواصل اللازمه لسياج العمل الدرامى من خلال المزج بين العراقة والأصالة، فى الاستعانه بساسة الدراما الكبار امثال الاساتذه العباقره " أحمد عبد العزيز ، محمود حميده " والعديد من المواهب الشابه التى استقت أصالة وخبرات السنون التى اصلها هولاء العمالقة، فكان نتاج ذلك ملحمة درامية يشهد بها الملايين من عشاق ومحبى الدراما التلفزيونيه ، ملحمه حقيقيه تضاف إلى جوار درر وكلاسيكيات الدراما الراقيه ، والتى غدا الجزء الثالث منها مطلبا رسميا للملايين من عشاق الدراما الراقيه النظيفه التى تعتمد على جودة النسق والموضوع.   




#لاشك أن صناعة الدراما فن وعلم يحتاج إلى كوادر حقيقيه مؤهلة تدرك معايير ونسق الإبداع و الإطار العام الذى تسوسه خيوط اللعبه ، والتى تبقى دائما رهنا حقيقيا للكبار أصحاب الرسالة والتاريخ الراقى المشرف ..


.. من هنا كان لزاما غلينا احترام المثل القائل

  " أعطى العيش لخبازه " ، "والدهن دائما فى العتاقى " .. 


#كل التقدير والاحترام لشركة فنون مصر 

{ ريمون مقار ، محمد محمود عبد العزيز } لحرصهم التام على احترام عقلية المشاهد المصرى ، وفى انتظار الجزء الثالث من الملحمه العظيمه التى أعادت للاذهان ريادة مصر لفنون الشرق فى الدراما التلفزيونيه.



Post a Comment

Previous Post Next Post