دراسه أولية في الإخراج المسرحي وتعريفه

دراسه أوليه في الإخراج المسرحي


مخرج د.فاروق الغمراوي 





١.يمكن لنا أن نعرف الإخراج المسرحي بأنه تحويل النص المكتوب إلى عرض  نابض بالحياة ، وكذلك هو الطريقة الوحيدة التي تجعل مجمل عناصر العرض المسرحي المختلفة والمتعددة منظمة ومنسجمة مع بعضها البعض ، لتدخل ضمن رؤية فنية وفكرية واحدة . 






٢.آلية عمل المخرج 

لا توجد وصفة جاهزة أو ثابتة ليلتزم بها كل مخرج ( وذلك لأنه مجال واسع ومرن ، وقابل للتطوير ، ولكن هناك بعض القواعد تجعل العمل منظماًَ :

• دراسة المسرحية بدقة لمعرفة معناها وخصائصها ، ومكان وزمان حدوثها 
• دراسة دور كل شخصية في إيصال جزء من فكرة المسرحية . 
• دراسة علاقة الشخصيات بعضها بالبعض 
• دراسة الجو النفسي لنقله عن طريق الإيقاع والحركة والعناصر الأخرى . 


٣.المخرج والنص:



يبدأ عمل المخرج مع اختياره للنص الذي يعبر عن أفكاره أو الذي يحتوي على قضية يهتم هو بعرضها على الجمهور ، مع مراعاة ملائمة النص لعقائد المجتمع وأعرافه ، وأن يلائم مستوى الممثلين / المؤدين والتقنيين ليكون الأداء مقنعاً ومناسباً لمدة العرض . 

ثم يقوم المخرج بدراسة النص بتأن ليحدد رؤيته الإخراجية للنص وتصوراته ثم يقوم وفقها بإجراء التعديلات اللازمة، ومن الضروري أن يقوم المخرج بعمل برمجة واضحة تشمل الفترة الزمنية من لحظة اختيار النص مروراً بأول لقاء مع الفريق وحتى آخر يوم عرض ، وتحديد مهمة كل يوم تدريب وعدد ساعاته ، وتحديد مواعيد تواجد الممثلين لوضع برنامج ملائم للجميع . كما عليه أن يعد تقديراً للميزانية التي يتطلبها إنتاج العرض المسرحي . 


٤.المخرج وطاقم العمل:



من مهام المخرج الرئيسية أيضاً تحديد هيئة العمل اللازمة من ممثلين وإداريين وفنيين وتوضيح عمل كل منهم . وبعد أن يحدد فريقه من الطلاب ويحلهم مسؤوليات كمشرفين على الإضاءة ، والمؤثرات الصوتية ، الديكور ، الملابس ، مساعد المخرج ، مدير الخشبة أو المسرح .. الخ ليشعر كل منهم بانتماء للتجربة . 

تتلخص علاقة المخرج بالممثل بثلاث مستويات هي : 

المستوى الأول : الجانب البصري
ويتعلق بمظهر الممثل ومقدار ملائمته لمظهر الشخصية ، وموضع الممثل من الديكور والأثاث وهل يتفق مع الفعل الذي تقوم به الشخصية ، والحدث الذي تعيشه ومع علاقاته مع الشخصيات الأخرى . ويتعلق الجانب البصري أيضاً بالأزياء التي يرتديها الممثل وهل تتناسب مع الشخصية وهل تتفق مع أبعادها وهل تهيئ له حرية الحركة والتعبير وهل تنسجم مع ألوان المنظر والإنارة وهل تعبر عن فكرة أو رمزاً معيناً في ذهن المخرج . 
المستوى الثاني : الجانب السمعي
ويتعلق بصوت الممثل وكلامه وهل يتلائم صوت الممثل وكلامه مع الشخصية التي يؤديها وكلامها وهل يتناسب هذا الصوت مع أصوات الشخصيات الأخرى سواء بالتوافق أم بالتضاد وهل يتلائم إيقاع الكلام في كل مشهد مع الواقع والفعل . ويقوم المخرج بتقديم كل المعونة للممثل للوصول إلى الهدف . 
المستوى الثالث : الجانب الحركي
ويتعلق بحركة الممثل وإيماءاته وهل تتلائم مع أبعاد الشخصية ودوافعها وعلاقاتها مع الشخصيات الأخرى التي يلتقي وهل يتلائم إيقاع الحركة مع تلك الأبعاد والدوافع والعلاقات وهل تتناسب الحركة مع حركة الشخصيات الأخرى سواء كانت بالتوافق أو بالتضاد ، ويهتم المخرج أيضاً بحركة الممثل مع المجموعة وحركة المجموعة ككل 


٥. اختيار الممثل



يطلب من كل ممثل تأدية جمل مسرحية من دور بعدة حالات شعورية ، بحزن وبقلق ، وخوف ، هستيريا ، مرح .. الخ ويرى حينها أن كان الممثل يحتوي خامة يمكن ان تتطور ويصلح لدور محدد أم لا .. كما أن هذه الطريقة تظهر المشاعر التي تبدو مقنعة وحقيقية لدى الممثل والتي تناسب شخصية دون أخرى . مع ملاحظة أن الممثلين ( الطلاب ) الذين لم يتم اختيارهم لأداء أدوار لسبب أو لآخر لا يهملوا أو يستغنى عنهم بالاعتذار ، وإنما توكل إليهم بعض المهمات الإدارية المسرحية الأخرى . 

من ضمن أسس اختيار الممثل للدور ، ملائمة البعد الجسدي للشخصية فله علاقة بإنجاح العرض . 

٦.تدريبات الطاولة:



تبدأ تدريبات الطاولة لمناقشة النص والمضمون والشخصيات ، ووضع تصور جماعي للأداء ، وتستغل هذه التدريبات أيضاً في تقطيع الجمل الحوارية تقطيعاً فنياً والوصول لنبرات صوتية مناسبة وإيقاع مناسب ، وتلمس أحاسيس الشخصية وأخيراً حفظ الحوار . 

والمخرج في هذه التدريبات يشرح للمثل أبعاد كل شخصية بالتفصيل وارتباطها بالحدث ، والفكرة ، والشخصيات الأخرى ، ويعطيه تصوراً كاملاً عنها كما يجب أن يبين سياق الأحداث ويعطي الطلاب فكرة عن الزمن المتناول والشخصيات إذا كان لها مرجع تاريخي ومعلومات عن الكاتب وكل ما يتعلق بالأمر . 

بعد بدء تدريبات الحركة على المخرج أن يتعامل بكثير من الحكمة لضبط الفريق وسير العملية ، ويجب دائماً أن يخفف من حدة توتر الفريق عندما يقترب موعد العرض ، وأن يبدو متماسكاً ، ولا مانع من زجر الممثل أحياناً وملاطفته أحياناً أخرى . 
ويجب أن يعم المخرج منذ البداية القوانين على الممثلين كفعل إداري مثل : الالتزام بالتدريبات ( البروفات ) والمواعيد ، وعدم الغياب دون إعلام مسبق أو سبب مقنع وطريقة تلقي الملحوظة ، وطريقة إرسال ملحوظة ، ومتى وكيف ، وطريقة تعامل الممثل مع زميله ومع المخرج .. الخ ولابد أن ينتبه المخرج إلى ضرورة عدم تعزيز فكرة الممثل النجم فهي تعميق الفردية وتسبب الفوضى وعدم السيطرة والغيرة والحسد ويجب أن يرسخ مقولة ستانسلافسكي ( المخرج الروسي ) : ليس هناك دور كبير ودور صغير بل هناك ممثل كبير وممثل صغير . 
وتتلخص علاقة المخرج بالفنيين على ثلاثة مستويات هي : 
أولاً : المستوى البصري : 
المخرج هو الذي يحدد مسبقاً نوعية المنظر والملابس والأدوات ويتفق مع المصمم حول كتلها وخطوطها وألوانها التي يجب ان تتفق مع الأفكار والرموز التي يجب إظهارها . وهو الذي يتفق مع مصمم الإنارة حول كمية ونوعية ولون الإنارة المستعملة والتي تسند الأفكار التي يطرحها والأجواء التي يعرضها . 
ثانياً : المستوى السمعي : 
وهو الذي يحدد مسبقاً نوعية الموسيقى والمؤثرات الصوتية التي تصاحب العمل والتي تساعد اسناد الأفكار التي يطرحها والأجواء التي يعرضها . 

ثالثاً : المستوى الحركي : 
المخرج هو الذي يحدد مسبقاً كيفية حركة الديكور وكيفية تغيير الأثاث وهو الذي يتفق مع مصمم الإنارة على حالات التغيير في الإنارة وانتقالها من مشهد إلى آخر 
ولعل أهم ما يقوم به المخرج في علاقاته مع أولئك الفنيين هو التوحيد بين كل الاختصاصات التي يعملون بها خدمة للهدف الرئيسي الذي يبغي الوصول إليه . 

•عناصر العرض المسرحي:

العرض المسرحي كالبناء المعماري ، لا تتكون صورته النهائية إلا باستكمال جميع عناصره والأدوات المكونة له ، والعناصر المكونة للعرض هي :
1- الإخراج المسرحي 2- الممثل
3- النص 4- الديكور والإكسسوار
5- الإضاءة 6- الملابس
7- الماكياج (التنكر المسرحي) 8- المؤثرات الصوتية

•جغرافية المسرح:

من الضروري جداً للمخرج أن يكون عارفاً لجغرافية المسرح واتجاهاته ، كما لابد للمثلين أن يتعرفوا عليها قبل الدخول في الحركة المسرحية والتي تنفذ أساساً من خلال هذه المعرفة ، ويمكن لنا أن نستعرضها كالتالي : 
مستويات المسرح :
تقسم خشبة المسرح عرضياً إلى ثلاث مستويات وهي تقديرية . 
مناطق المسرح : 
تقسم خشبة المسرح إلى تسع مناطق عن طريق إسقاط عمودين أساسيين على خطوط المستويات الثلاثة . 
التسميات : 
يسمى المستوى الأول من المسرح ( القريب من الجمهور ) بمناطقه الثلاث أسفل المسرح ، ويسمى المستوى الثاني في وسط المسرح بوسط المسرح ، ويسمى المستوى الثالث قرب حائط الصدر بأعلى المسرح . 
الاتجاهات : 
يتم معرفة يمين المسرح وشماله من خلال المخرج الجالس في قاعة جلوس النظارة أي أن يمين المخرج أو الجمهور هو يمين المسرح وشمال المخرج أو الجمهور هو شمال المسرح وعلى هذا فإن المناطق الصريحة التسمية هي : التي تقع في المستوى الثاني أو منتصف المسرح



٧.الحركة المسرحية

منابع الحركة في المسرح : 

أولاً : الحوار المسرحي الجيد والزاخر بمجموعة من الدوافع والتي تمكن المخرج من وضع حركة مسرحية جيدة لشخصيات المسرحية . 
ثانياً : طبيعة الشخصيات .. فهناك من الشخصيات التي تدفعها والتي طبيعتها
( المادية / الاجتماعية / النفسية ) لأن تكون سريعة أو بطيئة أو كثيرة الحركة وبعشوائية مقننة .. حتى لو لم يكن هناك حوار دافع إلى ذلك ( المجنون / المتوتر عصبياً / الحزين / المفكر دائم الانشغال .. الخ ) . 
ثالثاً : طبيعة الحدث .. بمعنى ان الحدث يفرض على المخرج دفع الشخصيات إلى حركة أو تشكيل معين لمعايشة حادث أو فعل ذي صراع خاص من شخصيات أو لحظات من الانتصار أو الهزيمة أو إقامة مشهد قتالي على المسرح ... الخ . 
التكوين
يعتبر التكوين من أهم عناصر الإخراج المسرحي لأنه المعادل الموضوعي للكلام على الخشبة ويعرف التكوين بأنه : 
الترتيب المنطقي والمعقول للأشخاص الموجودين على خشبة المسرح حتى تتحقق سهولة التفسير والرؤية الفنية الجمالية الأخاذة والمؤثرة وعناصر التكوين الأساسية هي : 




أولاً : التأكيد : 
يجب أن يكون لكل مجموعة على خشبة المسرح شخصيتها المؤكدة ، ووسائل المخرج للتأكيد هي : 
1 – التأكيد عن طريق وضع الجسم : 
فمثلاً من الممكن تأكيد الممثل الهام وسط المجموعة بوضعه في مواجهة كاملة للصالة دون غيره ( وهذا بالطبع يلفت النظر إليه ) . 
2 – التأكيد عن طريق المنطقة أو المجال : 
ويتم بوضع الممثل في المنطقة الأقوى درامياً وسط المجموعة على المسرح : مثال منطقة وسط المسرح بينما الباقون متناثرون هنا وهناك . 
3 – التأكيد عن طريق المسطح : 
أيضاً لو تساوت عوامل التأكيد الأخرى في مثل هذا التكوين ( المجموعة المتناثرة ) فإن الممثل الواقف على المسطح ( خشبة المسرح ) بأسفل المقدمة سوف يتلقى اهتمام الجمهور أكثر من غيره . 
4 – التأكيد عن طريق المستوى : 
عند وجود مجموعة من الممثلين وجلس أحدهم على ذراع مقعد بينما هم جلوس على مقاعدهم بشكل طبيعي فإن الأول سيكون مؤكداً لأنه أعلى منهم في المستوى المنتظم للرؤية . 
5 – التأكيد عن طريق الفراغ : 
الفراغ الموجود حول الممثل يمنحه التأكيد ، وهذا يأتي بترك مسافة أكبر حول الشخص المراد تأكيده بالقياس للفراغ الموجود حول الشخصية الأخرى ، أو عن طريق فصل شخصيته عن باقي المجموعة بمسافة معينة ، ولعل هذه الطريقة أسهل من غيرها خاصة في المسارح التي ليس بها إمكانية وضع مستويات خشبية . 


٦.التنوع في التأكيد :
يعتبر التنوع في التأكيد من أهم العناصر التي تسهم في التكوين وهو صالح للاستخدام في كافة عناصر التكوين إلا انه يستخدم بصفة خاصة في عوامل التأكيد مثل وضع الجسم / المناطق والمسطحات / والمستويات / المسافة / المركز البؤري (الوضوح) 
ومن السهل أن نطلق على التنوع أنه عكس التماثل ويفيد التنوع في كسر الرتابة عن العمل والتي أحياناً تسبب الفشل للعمل كله إلا إذا كانت هناك ضرورات تحتم وجود التماثل وتقصد عدم التنوع . 
التنوع في مناطق المسرح : 
عن استخدام المناطق المختلفة من خشبة المسرح هو أهم طريقة للتنوع . 
واستخدام المناطق أو كل المناطق وهو ما يطلق عليه ( التمثيل فيما بين المناطق ) أو ( الكسر ) بمعنى كسر الرتابة الناتجة عن التمثيل في منطقة أو مساحة واحدة وهو من وسائل التنوع الفاعلة .




التنوع في المسطحات 

من المعروف أن خشبة المسرح لها ثلاثة أبعاد . لذا يجب الأخذ في الاعتبار البعد الثالث ( العمق ) كما يجب على المخرج الانتباه لمؤثرات استخدام الخطوط في الأساليب المختلفة للإخراج خاصة في الأسلوب الواقعي ويمكن تحقيق ذلك عن طريق : -
أ – تشكيل مجموعات الشخصيات بشكل غير منتظم . 
ب – عمل تنويعات من المسطحات بحيث تكون هناك بعض الشخصيات أسفل المنصة والبعض الآخر وسط أو أعلى المنصة كما يمكن أن تكون هناك شخصيات على مسطح منخفض والبعض على مسطح أعلى . 
التنوع في المستويات
للمستويات إمكانية هائلة إذا ما أحسن استخدامها لتنويع التكوين المسرحي خاصة في توزيع الأثاث ، وأوضاع أجسام الممثلين وحسن استخدام المساحة في المناطق والمسطحات .( ويمكن استخدام المستويات للتعبيرعن مكانين مختلفين أو زمنين مختلفين ) 
التأكيد على الشخصية الهامة 
وهو ما يسمى بتهيئة الجو لدخول الشخصية ( وليس الممثل ) وهي عملية بالغة الأهمية ولكن يجب عدم الإفراط فيها في المعمل المسرحي الواحد مع مراعاة ألا تدخل شخصية إلى المسرح دون أن يراها الجمهور إلا إذا كان متعمداً لغرض درامي . 



بعض طرق التأكيد على شخصية داخلة إلى المسرح : 
1 – هبوط على درج ثم التوقف . إلقاء جملة أو جملتين عند قاعدة الدرج . 
2 – دخول مجموعة تهبط درجات السلم وخلفها بمسافة الشخصية المؤكدة 
3 – دخول شخصية أو أكثر من باب ثم تركز بصرها على الباب لدخول الشخصية المؤكدة . 
4 – دخول خادم أو سكرتير مثلا ويفتح الباب لدخول الشخصية المؤكدة . 
5 – مجموعة لا تركز على شيء معين ثم تدخل شخصية فتركز عليها المجموعة . 
6 – دق على الباب . صمت ز دخول 
7 – صوت الشخصية تتكلم من خارج المنصة ثم تدخل . 
8 – استخدام الضوضاء من خارج المنصة أو لإصدار الأوامر بأصوات عالية ثم الدخول . 
9 – إلقاء بعض الأشياء داخل المنصة مثل قطع الملابس أو بعض الأدوات قبل الدخول . 
10 – إعلان عن دخول الشخصية بشكل صريح ( قائد ، وزير ، ملك ..الخ ) 
11 – أي دخول غير عادي ( من نافذة أو سقف المسرح .. الخ ) 
12 – السقوط على الأرض بمجرد الدخول 
13 الدخول بالظهر ثم الاستدارة . 

الحركة والإيقاع كقيمة فنية في الإخراج المسرحي
الحركة هي صورة المسرح في حالة الفعل ، وهي كأداة في يد المخرج تمكنه من التأكيد والتنويع والتعبير المزاجي المرتبط بوضوح التفسير وقوة التأثير في المتلقي . 
أنواع الحركة : 
1 – حركة جسمية ( جسدية ) 
2 – حركة على المنصة . 
الحركة على خشبة المسرح لها دلالاتها الفنية – قوة وضعف – مثل أوضاع جسم الممثلين والمناطق والمسطحات والمستويات ، كما عن للحركة توقيتها الصحيح الذي يتوقف على الشخصية والحوار بل والموقف نفسه بكل ما يحتويه من علاقات بين الشخصيات ومعان أو أفكار أو طابع درامي معين . 
مع ملاحظة أن طول الحركة يضعفها خاصة حركة الخروج ولذا يجب أن يتحرك الشخص لمسافة معقولة بقرب مكان الخروج قبل أن تتم حركة الخروج . 
ويمكن معادلة القيمة المضعفة للسير الطويل .. بالمشي بسرعة أكبر من السير العادي . كما يمكن الإعداد للسير الطويل نحو مدخل أو مخرج شخصية عظيمة ( ملك ، أمير، وزير .. الخ ) بتقدم موكب رسمي من رجال البلاط والحرس مثلاً . 
الحركة وتصميم أرضية المسرح : 
ينبغي أن يكون دخول الشخصيات الرئيسية من أعلى وسط المنصة يميناً لأن ( البروفيل ) للشخص المتحرك يكون أقوى من ظهره .. كذلك خط حركته من الوسط لليمين أقوى من خط حركته من الوسط لأعلى العمق وهذا يعطينا حركة قوية على مستوى ( حركة الجسم نفسه ) و( الحركة على المنصة ) فتكون النتيجة خروج قوي جداً خاصة عند الخروج النهائي للأشخاص حيث يؤكدون بذلك السمة الرئيسية للشخصية بالمسرحية . 
حركات الاقتراب والتقدم : 
1 – حركة التقدم في خط مستقيم : 
تستخدم في حركة التقدم المباشرة نحو شخص ما أو شيء ما على نفس الخط مع الممثل المتقدم نحوهما . 
2 – حركة التقدم في خط منحني : 
تكون هذه الحركة تفادياً لقفز الممثل حتى يصل لهدفه المتحرك نحوه فمثلاً عند اقتراب ممثل من آخر .. أحدهما في أعلى المنصة والآخر في أسفلها .. يكون الاقتراب بخط منحني وذلك حتى يواجه زميله وفي نفس الخط معه . 
وحركة الخط المنحني لعدة أسباب هي : 
أ – تجعل الممثل المتحرك مكشوفاً للجمهور 
ب – تعطي الممثل المتحرك الفرصة لمشاركة زميله في الموقف . 
ج – تعطي نعومة في حركة العبور ذاتها لدى المشاهد . 
د – يكون تأثير الملابس التي يرتديها الممثل المتحرك أقوى . 
حركة العبور : 
1 – على الممثل أن يأخذ أقصر خط مباشر عند عبور المنصة متجهاً لشخص أو الأشخاص إذا كان الدوران سيخرجه عن الخط الطبيعي المباشر للعبور .. إلا إذا كان للمخرج رأي آخر . 
2 – يجب أن يمر الممثل أمام زميله وليس خلفه إلا إذا كان من الخدم أو الشخصيات ذات الحركات الخفية .. لأن الممثل لو مر خلف زميله يفقد السيطرة على اهتمام الجمهور .. إلا إذا كان للمخرج رؤية خاصة فيبتر خطوطاً واتجاهات عبور تتفق وأسلوبه ورؤيته الدرامية . 
3 – عند عبور ممثلين يتكلمان .. فعلى الممثل بأعلى المنصة أن يسير حوالي خطوة للأمام ( مستبقاً زميله ) الممثل الذي بأسفل المنصة ويستدير بوجهه بخفة نحو زميله من آن لآخر.. حتى يصبح مفتوح زاوية الرؤية للجمهور. 

وأخيراً:

كيف وإلى أي حد يمكن أن يتم تعليم الإخراج 
يقول تيرون جاثري : 
(( إن الطريقة الوحيدة لتعلم الإخراج هي أن تحضر مسرحية ، وتجمع عدداً من الممثلين تتوافر فيهم السذاجة الكافية لكي يسمحوا لك بالإخراج لهم ثم تباشر الإخراج ) 
ويمكن أن نضيف لقوله وأن تدعوا بعض أصدقاءك ليبدوا رأيهم فيما قمت به وينقدوه . 

عند إعداد هذه المحاضرة تم الرجوع للمراجع التالية : 
1 – مبادئ الإخراج المسرحي – تأليف بدري حسون وسامي عبد الحميد 
2 – تقنية المسرح – تأليف فليب فان تيغيم ترجمة بهيج شعبان 
3 – الدليل الفني لعناصر العرض المسرحي – إعداد عادل النقيب وآخرون 
4 – الحركة في المسرح – إعداد غدارة النشاط الثقافي بوزارة المعارف 
5 – المخرج المسرحي والقراءة المتعددة للنص – تأليف د أبو الحسن سلام 

6 – المدخل إلى الفنون المسرحية – تأليف فرانك م . هواتينج - ترجمة كامل يوسف وآخرون.

مقال منقولا للإفادة مع تحياتي



2 تعليقات

  1. برافو جدا كلام مهم ومفيد وفعلا انا استفدت في وقت انا كنت محتاج اطلع علي اول سلمه للاخرج سكرا جزيلا

    ردحذف
    الردود
    1. العفو. شكراً جزيلاً علي مرورك. وعلي كلماتك الطيبة

      حذف
أحدث أقدم