☕فنجان لقاء الارواح ☕




☕فنجان قهوة مـــــــع ديدة☕
فنجان اليوم في مكان غير؛ومع أشخاص غير؛وبطعم غير..فيه نكهة صدق؛ ولقاء صادق..فيه رائحة الوفاء...فلن تستطيع تركه لأخر رشفة...فنجان قهوة..مستودع أسرار؛ وحنين يزور كل ليلة أبطاله...في لقاء روحاني..يُخبرهم بالحب..ليطمئنوا
إن الأرواح تسبح في الفضاء، وتلتقي ببعضها البعض، أرواح الأحياء بأرواح أحياء أخرين فيحدث" التآلف، والتلاقي، والتحاب"، وأيضاً تلتقي أرواح الأحياء بأرواح فارقت الحياة أجسادًا فقط،بقيت الروح بجانب أحبابها تعتني بهم، و تروي بأنفاسها ظمأ الأحباب..و بلمسة تتحول
 برودة الجدران إلى دفء...
 أماكن كانت يوماً تشهد دفء وحب.

جلس الأب الذي كان أمس وليد جديد في الحياة يحكي عن اللقاء الروحاني مع آمال الغد المُشرق الحامل أخبار سعيدة
حياة أبدية مُقدسة...
جلس يروي عن لقاءه مع ملاك...البستان
فقال:"أنا هي؛وهي أنا"فكلانا روح واحدة سٓكنا جسديين؛ تلاقينا أرواحناً فأجسادًا  في بستان نقي، وصافي.
ٍ«كنت أنا وأمكم اثنين مُتحابين بعشق، وولع، و كان بيننا تجانس تام؛فأصبحنا أكثر إلتصقاً؛ وأصبح حظنا واحد؛ وأرواحنا متجاورة، منجذبة؛ كان بيننا صلة روحية خاصة كأننا توأم؛ فإذا أُصيبت هي بمرض فأنا سرعان ما أُصاب به« كان بيتنا بستان تفتحت به ثلاث زهرات كانوا أنتم يا.....       
      🌹🌹"روان..مريم..فرح"🌹🌹
كانت آمالي هكذا كنت أنادي على أمكم
"آمال"....* كانت ملجأ، و واحة الراحة للتائِهين* كانت روح من الأرواح الجميلة

فتمضي الأيّـام كعادتها، تُـبهجُـنا ؛وأخـرى تُفجعُنا؛ وما بينهما زمن من الحزن، و الفرح، و الألم، والأمل، والرجاء....سكت الأب طويلا كأنه عاد إلى هناك..تجسدت أحداث أيام الغربة وبداية الرحلة..عندها شعر بدفء خيم على المكان..و تسرب الحنين إليه..الآن تتلاقى أرواحنا بعد رحيل الجسد؛إنها تزورني في كل ليلة تجلس هنا؛ وأشار بالإصبع على كرسي لم يتحرك من مكانه منذ وضعته هي....هي من اختارت مكانه بدقة أنه يكشف كل مكان في البيت حتى تستطيع رؤية الجميع.وبدأ يحكي مواقف كانت بصمة في حياة من يلتقى بها.لقد عشنا فترة طويلة خارج الوطن كان لنا جيران؛كانت لهم الونس، و الصاحب،والدال علىالخير
وفي يوماً ما طرق باب بيتنا فتحنا فكان الزائر" سيدة سورية من الدروز" جارة.. طلبت الدخول؛ جلست وبدأت في الكلام وقالت: أحببتك سماعي فأنا لم أراكِ؛ ولم أعيش معاكي؛ وليس بيننا مواقف. لكن أحببت روحك من كلام جيراننا عنكِ؛هل لي أن أطمع في كرمكِ وأكون تلميذتك.. أريد أن أتعلم"الصلاة واحفظ القرآن"لاني  لا أعرف؛ وفي ملتنا لا نصلي، ولا نقرأ القرآن..فالنساء عندنا لا دين لهن،والرجال لهم دين يعطونه بمبايعة، و طقوس بعد الأربعين.
رجاءًا علميني..و ليكون ذلك سراً وفعلا... تعلمت وكانت تصلي مع أمكم و حفظت القرآن.علي مدار سنتين تعلمت كل شيء عن الإسلام حتي جاء يوم قبل وفاة والدتكم "آمال" بأسبوع قالت لها: يجوز لا نتقابل مرة أخرى رجاء تظلِ مواظبة على صلاتك ؛ وتلاوة القرآن؛ ولا تنسيني في الدعاء. تعجبت الجارة...
وهكذا..يُسدل الستار على حياة الانسان؛ لكن يظل ما فعل قائم على قيد الحياة.
وبعد وفاتها... جاءت الجارة، وكان في يدها ابنة صغيرة جميلة قالت لها: سَلمي على عمو"وليد" يا"آمال"...تعجبت..قالت: ربنا رزقني بها بعد زواجي بعشرة أعوام.. وقبل علمي بالحمل رأيت زوجتك في المنام تُخبرني؛ و ناولتني صُرة قماش بداخلها بيض؛ وصُرة أخرى بها اسواره  ذهب...فحملت وجاءت" بنت " فقلت هي آمال...ومن بعدها رزقت بتوأم ذكور.
فقَرأت لها الفاتحة..ثم اعطتني حقيبة ممتلئة بأكياس تمر مدون على الأكياس من الخارج.. 
" وداعا يا من جعلتِ الحب..يحيا في كل مكان".

رجاء توزيعه صدقة فأنا أحاول أرد إليها هي أضاءت شمعة في نفسي وخرج من  داخلي نورها أضاء طريقى، فغير عتمة أيامي..
سكت الأب وكأنه يرى شيئًا؛ نظرت له "فرح" لا تصمت استرسل يا أبي فأنا أتعرف على أمي من خلال حكاياتك فهي لي صورة في برواز في حجرتي..رحلت وكان عمري" 6 أشهر" وكلما طلبت من
" روان..مريم " الحديث عنها يقولون:
لا نتذكر شىء؛ لأن عند رحيلها كانت روان عُمرها " 7 سنوات"ومريم كان عُمرها "4 سنوات".أنت الوحيد لديك الكثير...
حقيقي..يا فرح أمكِ توفت وكان عمرها "30 عاماً" وأخواتك لا يتذكرون شيئاً..
هي كانت حبوبة؛ عطائها بلا حدود..دائمًا تذكرني بمساندة الناس؛السعي في قضاء حوائج الناس؛التمسك بحبل جبر الخاطر إنه النجاة، والطريق لله...ظل الأب كل ليلة في لقاء روحي مع روح زوجته التى رحلت مبكراً...يجلس أمام صورة لها؛ الضحكة أبرز معالمها؛ و كأنها تقول: تفاءل فغداً اللقاء.
جالس..يحكي..وابنته نقشت في عقلها كل كلمة.. إلى حين..قررت... تخليد ذكرى أمها الروح الطاهرة..
فكانت كل يوم تكتب...وتعيش داخل الأحداث.. عاشت أيام دافئة بين أوراق
رواية بصوت الأب الحنون.
وفي يوم قرأت " روان " عن مسابقة  الابداع السنوية للأدب للروايات..القصص
 موجهة للكتّاب والأدباء والمبدعين في مجال كتابة" الرواية، القصة الطويلة، القصيرة، تستهدف نشر القصص الهادفة، و تعزيز القيم الإيجابية؛ وتسلط جائزة الابداع الضوء على صدق العاطفة بين الأزواج تحت شعار "كأس العشرة".
أخبرت"فرح" بالخبر..فتقدمت للمسابقة.. بالرواية التي قامت بكتابتها.
                 "لقاء الأرواح "
كان هذا جزء من رواية كانت تعكف الجدة" ديدة " عليها ...والفضول قتلني لقراءتها..فأخذتها؛وبدأت في القراءة ومن أول صفحة بها لفت نظري الإهداء،مشهد نهاية بطلة الرواية.
 الإهداء الذي وضعته مؤلفة الرواية..كان بخط يد "الأب وليد"صاحب القصة؛ و الراوي أحداثها...
*إلى.. نصفي الذي سبقني إلى الجنة إن شاء الله...
*إلى..من أكرمتنِ..إلى الخَلوقة..إلى الطيبة
*إلى..من كانت عينها وطناً لأحلامـي..
*إلى..من لونت أيــامي بألــوان الفـرح الزاهـــية..
إليكِ...أنتِ يا روحاً تسكــن داخلي... رحلتي جسدًا...لكنكِ نبضاً بشراينِ
كم هي صعبة تلك الليالي الّتي أحاول أن أصل فيها إليكِ..إليكِ أنت سطور أوجاعِ من بعد الفراق الجسدي.. ويظل الأمل معلقا علي اللقاء


كتبت... الكاتبة مشهد الوفاة، والجنازة..
ببراعة؛سرددت رحلة " تابوت الجثمان " إلى وصوله للمقابر...أصعب تصوير عندما قرأت..وجود أطفال كثيرة كانت لهم أم كلما زارت مصر تقضى معهم وقتاً ودائماً ترسل لهم الهدايا....ظلوا جالسين على القبر بعد رحيل كل المشيعين.. يدعون لها .. ونقلت حرفياً
كلام طفل صغير" أمي لا تخافي أنا هنا معكي... أقرأ لكي الفاتحة ...اطمئنِ.. لن اتركك.. لانكِ كنت تشاركني كل أوقاتِ..  فكيف أرحل.."
فازت...القصة...بالمركز الأول.. وتم نشرها
أشكرك يا "ديدة" على إهداءِ نسخة من هذه الرواية...الحائزة على"كأس العشرة"
الأدبية؛  بقلم الكاتبة " فرح وليد" التي قادتها الفطرة أن تؤرخ بالقلم حكاية أم قوية...مكافحة...مؤمنة...تجبر الخواطر
وفي ختام الرواية...وجهت" الابنة فرح " كلمة إلى" الأم آمال "
أمي... يا صورة في برواز أحفظ ملامحها
أمي... يا سطور عشت داخلها...فشعرت..
          ..بالحنان..الدفء..النصيحة..
يا جسد فارق مبكرًا حياتي..
إلى... روحك الساكنة داخلي.. الجَالسة في غرفتي... النائمة بجواري... المُلامسة
على خصلات شعري..الراقية بالقرآن عند مرضي...أمي...آراكِ روحاً...إليكِ... أهمس أنا دافئة بروحك...فلا ترحلِ..يكفي رحيل جسدك...أبقي روحاً...فأنا راضية...بهذا اللقاء الروحي...
                  *ابنتك.....فرح وليد*


إرسال تعليق

أحدث أقدم